السعودية تحتضن نهائيات التنس النسائي وسط انتقادات لحقوق الإنسان

by hayatnews
0 comment

استضافت المملكة العربية السعودية التي اتهمت بمحاولة “تبييض سمعتها” في مجال حقوق الإنسان، نهائيات رابطة محترفات التنس (WTA)، كجزء من تقدمها المستمر في عالم الرياضة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فقد امتلأت المدرجات بالجماهير، وأضاءت الأضواء البنفسجية الساحة، بينما بدأت العد التنازلي وسط إيقاع موسيقي قوي.

وكانت هذه أحدث خطوة في تقدم السعودية السريع في عالم الرياضة – من كرة القدم إلى الغولف والملاكمة وسباق السيارات، والآن التنس، حيث أقيمت نهائيات رابطة محترفات التنس في الرياض.

لمساء واحد، أصبحت العاصمة السعودية المحافظة مكاناً لأحد أرقى الأحداث في عالم التنس النسائي، حيث خرجت كوكو جوف من الولايات المتحدة وتشنغ كينوين من الصين إلى الملعب وسط هتافات ضخمة، بما في ذلك من العديد من السعوديات.

لسنوات، استخدم ولي العهد محمد بن سلمان ثروات النفط السعودية لإعادة تشكيل مملكته لتصبح لاعبًا عالميًا، ودمج التغييرات الاجتماعية الجذرية مع تكثيف القمع.

الرياضة تعد جزءًا رئيسيًا من حملة ولي العهد التحويلية. انخرطت السعودية في مجال الغولف المحترف من خلال ضخ 2 مليار دولار في منافس جديد لرابطة محترفي الغولف (PGA)، كما اقتحمت الساحة الدولية في كرة القدم بشراء نادي نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفي مجال التنس، استضافت السعودية مؤخرًا بطولة “Six Kings Slam” كعرض للرياضيين، وعقدت اتفاقية لمدة ثلاث سنوات مع رابطة محترفات التنس لجلب النهائيات إلى الرياض، مع جائزة تصل إلى 15 مليون دولار، وهي أعلى مكافأة في تاريخ التنس النسائي، لتلبية مطالب اللاعبين بالمساواة في الجوائز المالية مع الرجال.

ولكن مع كل خطوة، تأتي انتقادات بشأن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، إذ يستمر انتقادها بخصوص الحقوق والمساواة. ورغم ذلك، أظهرت ليلة السبت الحماسة التي أضافتها هذه التغييرات محليًا.

قالت جوف بعد فوزها إن الحدث كان ناجحًا وسيُلهم السعوديات الشابات، مشيرة إلى أن الفتيات في السعودية لم تتاح لهن فرصة مشاهدة أحداث التنس الاحترافية في بلادهن كما كانت هي تتابعها عندما كانت صغيرة.

ورغم حماس البعض من اللاعبين والمسؤولين الرياضيين لتطوير الرياضة في بلد جديد وجلب عوائد مالية من مضيف ثري، إلا أن بعض نجوم التنس أبدوا تحفظات لأسباب حقوقية.

في أكتوبر، قالت أسطورة التنس مارتينا نافراتيلوفا لصحيفة نيويورك تايمز: “لقد فقدنا تفوقنا الأخلاقي عندما قررت اللاعبات الذهاب إلى هناك. يجب أن تريني تقدمًا حقيقيًا أولاً. يجب أن تكون النساء مواطنات متساويات بموجب القانون. وإلا، فقد نلعب في كوريا الشمالية.”

اليوم، تقود النساء السعوديات السيارات، وينخرطن في سوق العمل، ويعشن بمفردهن بأعداد قياسية بعد الإصلاحات التي أجراها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومع ذلك، لا تزال المرأة بحاجة إلى إذن من ولي أمرها الذكر للزواج.

صورة المملكة لا تزال ملطخة بحادثة قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، والذي توصلت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن ولي العهد قد أمر بها. كان هذا الحادث من أبرز حالات قمع المعارضين والنشطاء السياسيين في المملكة، مما أدى إلى سجن المئات، بمن فيهم ناشطات حقوق المرأة.

تتهم العديد من الأصوات الناقدة السعودية بمحاولة “تبييض سمعتها” من خلال الرياضة، عبر استضافة الأحداث الرياضية الكبرى لجذب الأنظار بعيدًا عن سجلها الحقوقي. وقد رفضت الحكومة السعودية هذه الاتهامات.

ومع ذلك، فإن العديد من السعوديين، وخصوصًا الشباب، يشعرون بالسعادة تجاه الخيارات الجديدة للعمل، والترفيه، والتفاعل الاجتماعي، وحرية ارتداء الملابس، وهي أمور لم تكن ممكنة قبل عقد من الزمن.

بدأت التغييرات مع افتتاح دور السينما والحفلات الموسيقية، لتكسر حظرًا دينيًا صارمًا على معظم أشكال الترفيه، تلتها حفلات موسيقية في الصحراء ومباريات ملاكمة مرموقة، والآن مباريات التنس.

تقول مريم الشمري، التي حضرت نهائي رابطة محترفات التنس في الرياض مع شقيقها وشقيقتيها: “يمكن للعالم الغربي أن يستمر في القول بأن بلدنا يقوم بتبييض سمعته رياضيًا، لكن ما يهم هو أنني وأخواتي يمكننا مشاهدة نجوم الرياضة المفضلين لدينا هنا في بلدنا.”

You may also like

Leave a Comment