أرسل المسؤولون الإسرائيليون إشارات متضاربة بشأن رؤيتهم لمستقبل قطاع غزة، مشيرين إلى أن إسرائيل قد تكون قابلة لإصلاح شامل لسلطة فلسطينية تحكم القطاع، لكنهم قالوا في وقت لاحق إن موقف الحكومة قد أسيء تفسيره.
وأثارت الأسئلة المحيطة بالحكم المستقبلي في غزة التوترات بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتمارس السلطة الفلسطينية سيطرة محدودة على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لكنها فقدت السيطرة على غزة لصالح حماس في عام 2007 بعد صراع مسلح قصير.
وقال بايدن إن السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم المنطقتين بعد انتهاء الحرب الحالية كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية، لكن نتنياهو استبعد مرارا وتكرارا السماح للسلطة بالسيطرة على غزة.
وبالنسبة للمستقبل المنظور، قال نتنياهو، إن إسرائيل يجب أن تكون مسؤولة عن الأمن في غزة في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
كتب تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي لنتنياهو، في مقال نشر يوم الخميس في موقع إيلاف، وهو منفذ إخباري باللغة العربية مملوك للسعودية أن المطلوب هو “هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم شعبي وشرعية واسعة؛ وليس من حقنا أن نحدد من سيكون هذا الكيان”.
وأضاف في المقال: “تعترف إسرائيل برغبة المجتمع الدولي والدول الإقليمية في دمج السلطة الفلسطينية في اليوم التالي لحماس” وأضاف “نؤكد أن هذه العملية ستتطلب إصلاحا جذريا للسلطة الفلسطينية”.
وقال هنجبي إنه يتعين على السلطة تثقيف الشباب الفلسطيني بطريقة لا تحرض على العنف ضد إسرائيل.
وأضاف أن “الهيئة في شكلها الحالي تواجه تحديات في تحقيق ذلك، وستكون هناك حاجة لجهود ومساعدة كبيرة من المجتمع الدولي ودول المنطقة”.
وذكرت وسائل الإعلام الإخبارية في إسرائيل وخارجها أن المقال يشير إلى موقف مخفف من قبل حكومة السيد نتنياهو اليمينية، ولكن في مؤتمر صحفي في وقت لاحق من اليوم، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن المقال قد أسيء تفسيره، وأن وجهة نظر الحكومة لم تتغير.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “نحن ندرك حقيقة أن الجميع يرغبون حقًا في الحصول على السلطة الفلسطينية” مضيفا “يجب أن نكون جزءا من الحل في غزة في اليوم التالي، ولكن هذا غير ممكن بالطريقة التي هي عليها الآن”، وقال إن السلطة لا يمكن أن تكون شريكا لأنها “لا تشارك في رؤية المصالحة”.
وقال المسؤول: “سنحتاج إلى قيادة مدنية محلية جديدة في غزة تتولى زمام الأمور” مضيفا “لدينا رؤية لغزة جديدة يرأسها أناس عقلاء وليسوا حاقدين”.