سخر الرئيس الأميركي جو بايدن من المذيع الشهير تاكر كالرسون، الليلة الماضية، في حفل عشاء جمعية مراسلي البيت الأبيض، كما سخر من “فوكس نيوز” وإيلون ماسك ونايكي هايلي ورون ديسانتس، ملقيا العديد من النكات حول أدوارهم المتنوعة. كما انتقد “نيويورك تايمز” بشكل واضح، نظرا لتركيزها على عمره بعد إعلان ترشحه للبيت الأبيض
وحول تاكر كالرسون قال بايدن معددا إنجازاته، واختتم بالقول “العمل لم ينته بعد بالنسبة لي، لكنه انتهى بالنسبة لتاكر كالرسون.. وسط ضحكات الحضور”
ولُقِب تاكر كارلسون بأقوى شخصية تلفزيونية محافظة في أميركا. ويقول جيف رو، الخبير الاستراتيجي الجمهوري: “لا أحد له وزن أكبر في السياسة الجمهورية والمحافظة من تاكر كارلسون”
لكن هذا لم يجعله لا غنى عنه، وفي يوم الاثنين 24 أبريل انفصلت قناة “فوكس نيوز” عن أفضل مضيفها في تحرك مفاجئ، ورد أن كارلسون علم بمصيره قبل 10 دقائق فقط من بداية عرضه
ولم يتم الكشف عن الأسباب الدقيقة لخروجه بعد خدمته 14 عامًا في “Fox News”. لكن الاستغناء يأتي بعد أسبوع من تسوية “فوكس” لقضية تشهير رفعتها شركة “دومنيون” صانعة آلات الاقتراع، وتتعلق باتهامات بالتزوير خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مقابل 787.5 مليون دولار
ولكن ما مدى أهمية كارلسون بالنسبة لـ”فوكس”، وكيف سارت الأمور على نحو خاطئ إلى هذا الحد؟
نشأ كارلسون في أسرة ثرية، مع والد انتقل إلى السياسة الجمهورية بعد أن عمل مبكرًا في الصحافة الإذاعية. ولم يتبع كارلسون على الفور خطى والده، ولكن بعد رفض طلبه للانضمام إلى وكالة المخابرات المركزية، حول طموحاته إلى الأخبار التلفزيونية، والتي قال والده إنها “ستأخذ أي شخص”
وحصل كارلسون على مساحة تلفزيونية كبيرة مع “سي إن إن” في عام 2000، حيث كان مضيفًا مشاركًا لبرنامج Crossfire، ممثلاً المحافظين في المناظرات
ثم قفز إلى “MSNBC” في عام 2005، لكنه كافح للعثور على جمهوره، وتم استبعاده من قبل المحطة في عام 2008 بسبب انخفاض التقييمات
الفوكس نيوز ترحب به..
القناة التلفزيونية الإخبارية الأميركية المحافظة هي أكثر شبكات التلفزة مشاهدة في الولايات المتحدة. وتم إنشاؤها من قبل قطب الإعلام روبرت مردوخ في عام 1996 لجذب الجمهور المحافظ، مع تحديد 94٪ من مشاهديه على أنهم جمهوريون، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 2013
وتم تعيين كارلسون من قبل قناة “فوكس نيوز” في عام 2009 كمساهم، واستضاف لاحقًا برنامجه الخاص، “تاكر كارلسون تونايت”، الذي عرض لأول مرة في عام 2016. وارتفعت شعبيته خلال رئاسة دونالد ترمب، حيث دافع بقوة عن الرئيس خلال فترة الذروة
الانتخابات المسروقة
وتعرضت قناة “فوكس نيوز” لانتقادات شديدة من مشاهديها في أعقاب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 عندما أصبحت الشبكة أول من أعلن فوز جو بايدن بولاية أريزونا، وهي ولاية رئيسية
وكانت خسارة ترمب الإجمالية ضربة قوية للمضيفين الموالين لترمب مثل كارلسون، لكنه تمسك بنظرية مؤامرة “الانتخابات المسروقة”، والتي تضمنت مزاعم مختلفة بتزوير الناخبين والتلاعب في الاقتراع والتدخل الأجنبي بدون دليل يدعم هذه الادعاءات
وكانت إحدى ركائز هذه النظرية المشاكل المفترضة مع آلات التصويت في دومينيون. وكرر مقدمو برنامج فوكس ادعاءاتهم بعد عدة أشهر من نتائج انتخابات 2020، وفي النهاية رفع دومينيون دعوى قضائية ضد فوكس بتهمة التشهير
وفي 18 أبريل 2023، استقرت قناة فوكس نيوز بمبلغ 787.5 مليون دولار، مما منع محاكمة كان يتعين على مردوخ وكارلسون الإدلاء بشهادتهما في المحكمة. لكن كان الوقت قد فات لمنع التحقيقات السابقة للمحاكمة من الكشف عن معلومات محرجة عن كارلسون، لا سيما النص الذي يقول إنه “يكره بشدة” ترمب. وأظهرت التحقيقات أيضًا أن كارلسون قد انتقد بشكل متكرر إدارة “فوكس نيوز” سرا