سينظم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، تجمعا انتخابيا في ولاية تكساس، اليوم السبت، في موقع يقول منتقدون إنه سيستميل أنصاره من اليمين المتطرف في الوقت الذي يسعى فيه لتعزيز حملة رئاسية بينما يواجه خطر اتهامات جنائية
وفيما وصفه بأنه أول تجمع انتخابي كبير له من أجل السباق للرئاسة في عام 2024، دعا ترمب أنصاره إلى التجمع في مطار بمدينة واكو في تكساس وتشجيعه بينما يحاول نيل ترشيح الحزب الجمهوري
وتحيي مدينة واكو الذكرى الثلاثين لمداهمة قام بها عملاء اتحاديون على طائفة الفرع الداوُدي الدينية هناك، وأسفرت عن مقتل 86 شخصا، من بينهم أربعة أفراد من جهات إنفاذ القانون. ويعتبر بعض ممن ينتمون لليمين المتطرف أن المداهمة لحظة فارقة من تجاوزات الحكومة
وقال متحدث باسم حملة ترمب في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه تم اختيار واكو لأنها تقع بين عدة مراكز سكانية رئيسية ولديها البنية التحتية اللازمة لاستضافة حدث كبير
وتشكل سلسلة من التحقيقات الجنائية المستمرة تهديدا قانونيا متناميا لترمب. ومن بين هذه التحقيقات واحد في مانهاتن يتعلق باتهام بمنح نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مبالغ مالية لشراء صمتها خلال حملته عام 2016 للوصول للبيت الأبيض
وسعى ترمب إلى تصوير قضية مانهاتن على أنها ذات دوافع سياسية واستغلها في جمع أموال وحشد مؤيدين. وأطلق أمس الجمعة تحذيرا مروعا قال فيه إن البلاد ستشهد “موتا ودمارا” محتملا إذا اتُهم بارتكاب جريمة
وعادة ما تجتذب تجمعات ترمب آلاف المؤيدين المتحمسين لرؤيته شخصيا. وقد استمر في تنظيم تجمعات حاشدة حتى بعدما ترك منصبه
وكتبت ماري ترمب، ابنة أخت الرئيس الأميركي السابق والناقدة الصريحة له، على تويتر: “دونالد لديه تجمع حاشد في واكو هذا السبت إنها حيلة لتذكير طائفته بحصار واكو سيئ السمعة عام 1993، حيث قاتلت طائفة مناهضة للحكومة مكتب التحقيقات الفيدرالي ومات العشرات من الناس. إنه يريد نفس الفوضى العنيفة لإنقاذه من العدالة”
وينتقد ترمب مؤخراً المسؤولين الحكوميين الذين يحققون معه، مع تحذيرات قاتمة بشكل متزايد حول ما سيحدث إذا تم توجيه الاتهام إليه
لكن بقدر ما هو مستحيل تجاهل المشهد الواضح لمرشح مناهض للمؤسسة يؤجج آلافا من مؤيديه لمواجهة السلطات الفيدرالية، إلا أن هناك أسبابا سياسية تقليدية تجعل ترمب يختار واكو كنقطة الانطلاق لجولة جديدة من مسيراته الانتخابية
وبينما يسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة للمرة الثالثة على التوالي، يدرك ترمب وفريقه جيداً أهمية تكساس في إيصال المندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. وتحتل الولاية المرتبة الثانية بعد كاليفورنيا في عدد المندوبين المتاحين، وستكون مهمة للعدد النهائي أكثر من الولايات الأربع أيوا ونيو هامبشاير ونيفادا وساوث كارولينا مجتمعة
كما أنه يناسب نمطه الأساسي في اختيار المواقع التي تقع خارج المدن الكبرى ولكن يسهل الوصول إليها
كما قال ستيفن تشيونغ المتحدث باسم حملة ترمب، إن “الرئيس ترمب ينظم أول تجمع انتخابي له في واكو بولاية تكساس الثلاثاء لأنها تقع في موقع مركزي وقريبة من جميع المناطق الحضرية الأربع الكبرى في تكساس، هذا هو المكان المثالي ليحضر هذا التجمع التاريخي أكبر عدد ممكن من المؤيدين من جميع أنحاء الولاية والولايات المجاورة”
ويرفض مساعدو ترمب احتمال أن يكون تنظيم مسيرة واكو خلال الذكرى الثلاثين للحصار نوعا من إظهار للتعاطف مع الناخبين المناهضين للحكومة. وقال أحد مساعدي ترمب: “هذا يبدو وكأنه أشياء قد يقولها الأشخاص في نيويورك أو العاصمة الذين لم يزوروا تكساس من قبل”