اُفتتحت أعمال الدورة السابعة والستين للجنة وضع المرأة، التي تعد أكبر تجمع سنوي بالأمم المتحدة حول المساواة بين الجنسين وتمكين النساء. تركز اللجنة هذا العام على الابتكار والتغيير التكنولوجي والتعليم في العصر الرقمي لتعزيز العمل لسد الفجوات بين الجنسين في هذا المجال.
ويوفر العصر الرقمي فرصا جديدة وغير مسبوقة لتحسين حياة النساء والفتيات بأنحاء العالم. وتغير التكنولوجيات الرقمية بشكل سريع كل أوجه الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، بما يتيح منابر للجماعات المهمشة تاريخيا.
إلا أن النساء والفتيات في الدول النامية يمثلن غالبية الأشخاص غير المتصلين بالإنترنت والبالغ عددهم 3 مليارات شخص.
شارك في افتتاح أعمال اللجنة، التي تعقد من السادس وحتى السابع عشر من الشهر الحالي، عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة. وتعقد في إطارها فعاليات حول أوضاع النساء في مختلف أنحاء العالم.
في كلمته، أشار الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى أن اجتماع لجنة وضع المرأة من بين أهم الفعاليات السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة.
وقال إن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة في الوقت الحالي الذي تتعرض فيه حقوق النساء والفتيات للتهديد والانتهاك والاعتداء.
وأضاف غوتيريش “التقدم الذي تحقق خلال عقود يتلاشى أمام أعيننا. في أفغانستان، تم محو النساء والفتيات من الحياة العامة. في الكثير من الأماكن، تتراجع حقوق النساء الجنسية والإنجابية. في بعض الدول، تتعرض الفتيات الملتحقات بالمدارس للاختطاف والاعتداء. في دول أخرى، تقع النساء الضعيفات فريسة للشرطة التي أقسمت على حمايتهن”.
وفي رسالة بالفيديو أرسلها للاجتماع، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي إن الاجتماعات السنوية تضفي على المقر الدائم للمنظمة كل عام طاقة هائلة يجلبها آلاف المشاركين من أنحاء العالم، متحدين وراء هدف واحد وهو تعزيز تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين من أجل مصلحة الجميع.
وأكد رئيس الجمعية العامة أهمية تعزيز التعليم الجيد في العصر الرقمي للنساء والفتيات. وأكد أن العالم بحاجة إلى خبرات المرأة لمواجهة الأزمات المعقدة والمتشابكة، من تغير المناخ والصراع إلى الفقر والجوع وشح المياه.
في إطار هذه الظروف يزداد بُعد تحقيق المساواة بين الجنسين عن المنال. وتقدر هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن هذه المساواة ستتحقق بعد 300 عام إذا استمرت الوتيرة الحالية.
وتزداد معدلات وفيات الأمهات، فتموت سيدة كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة لأسباب يمكن تلافي معظمها.
وما زال أثر جائحة كوفيد-19 ماثلا أمام ملايين الفتيات اللاتي أجبرن على ترك المدارس، والأمهات ومقدمات الرعاية ممن دُفعن لترك العمالة مدفوعة الأجر، والفتيات الصغيرات اللاتي تم تزويجهن جبرا.
وفيما يتسارع تطور التكنولوجيا، تُترك النساء والفتيات خلف ركب التقدم.
بالنسبة للأمين العام، يفيد المنطق الحسابي بأن غياب إبداع وبصيرة نصف العالم، لن يتيح للعلم والتكنولوجيا إلا بتحقيق نصف الإمكانات المحتملة.
وأشار غوتيريش إلى أن 3 مليارات شخص ما زالوا غير متصلين بالإنترنت، غالبيتهم من النساء والفتيات في الدول النامية.
وقال إن قرونا من الذكورية والتمييز والصور النمطية الضارة، خلقت فجوة هائلة بين الجنسين في العلوم والتكنولوجيا. وأشار إلى أن النساء يمثلن 3% فقط من الفائزين بجائزة نوبل في المجالات العلمية.
وتمثل النساء والفتيات ثلث طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وفي قطاع التكنولوجيا، يفوق عدد الرجال، النساء بنسبة اثنين إلى واحد.
كما تمثل المرأة نحو عشرين في المائة فقط من العاملين في مجال الذكاء الصناعي الذي يُشكل مستقبل العالم كما قال الأمين العام معربا عن أمله في ألا يتم “تشكيل المستقبل بشكل منحاز ضد المرأة”.
وتحدث رئيس الجمعية العامة أيضا عن النسبة القليلة من النساء والفتيات الطالبات والعاملات في مجال التكنولوجيا والعلوم. وتساءل كيف يمكن تحقيق الأهداف الطموحة في جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، إذا لم تتم الاستفادة من إمكانات نصف البشرية.
وقال إن التكنولوجيات الجديدة، إذا استخدمت بشكل جيد، توفر فرصة قوية للتعادل لتغيير هذا الوضع.
المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث قالت أمام الاجتماع إن التكنولوجيا والتطوير دافعان يُعجلان بتحقيق تقدم ملموس على مسار أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت أن الاستخدام السليم للتكنولوجيا يمكن أن يجعلها محفزا لتقليص الفقر والجوع وتعزيز الصحة وتوفير فرص العمل والتخفيف من آثار تغير المناخ ومعالجة الأزمات الإنسانية وتحسين الوصول إلى الطاقة، بما يعود بالنفع على النساء والفتيات.