بصفتهما حاملتي القلم في الملف السوري الإنساني، دعت كل من البرازيل وسويسرا، إلى ضمان الوصول الإنساني السريع والمستدام وبدون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا، عقب الزلزال المدمر.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الممثل الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة، السفير رونالدو كوستا فيلهو، والممثلة الدائمة لسويسرا لدى الأمم المتحدة، السفيرة باسكال بيريسويل، اللذان رحبا بقرار الأمين العام أنطونيو غويتيريش إيفاد وكيله للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إلى المنطقة لتقييم الوضع عن كثب.
كما طلبا عقد جلسة لمجلس الأمن في أقرب فرصة سانحة للاستماع إلى غريفيثس بعد عودته واتخاذ التدابير المناسبة لمساعدة الشعب السوري بناء على تقييم وكيل الأمين العام.
وقالت الممثلة الدائمة لسويسرا لدى الأمم المتحدة، السفيرة باسكال بيريسويل، للصحفيين اليوم إن الزلزال الذي ضرب جنوب وتركيا وأصاب بشكل مباشر شمال سوريا يوم الاثنين السادس من شباط / فبراير، “مأساة مفجعة وسط الأزمة الإنسانية السورية”.
وأعربت عن تعاطف وتضامن حكومتي البرازيل وسويسرا مع جميع المتضررين من الزلزال وأسرهم.
كما أعربت عن التقدير الكبير لجميع أولئك الذين، على الرغم من فقدان الزملاء أو أفراد الأسرة، يواصلون العمل بلا كلل وفي ظل أصعب الظروف لمساعدة المتضررين.
وقالت: “لسنوات استمر الوضع الإنساني في سوريا في التدهور. إذ تفاقمت المعاناة بسبب الصراع الذي طال أمده بسبب انعدام الأمن الغذائي، وجائحة كوفيد 19، والوضع الاقتصادي الحرج، وأزمة المياه، وتفشي الكوليرا، ونقص الطاقة الشتوي القاسي على سبيل المثال لا الحصر”.
وشددت على أنه “وبينما نستجيب لهذه الحالة الطارئة، من الضروري أن نتذكر أيضا تلبية الاحتياجات الموجودة مسبقا ومواصلة الاستجابة لها أيضا”.
وعلاوة على الوضع السيئ جدا بالفعل، أودى الزلزال بحياة آلاف آخرين، وترك المزيد من الناس دون مأوى مناسب معرضين لظروف الطقس القاسية، بما في ذلك تساقط الثلوج.
ولفتت الدبلوماسية السويسرية الانتباه إلى أنه مع استمرار جهود الإنقاذ، يستمر عدد القتلى والجرحى في الارتفاع، فضلاً عن الاحتياجات على الأرض، والتي كانت مرتفعة أصلا.
وفي هذا السياق حثت باسم حكومتي البرازيل وسويسرا “جميع الأطراف على تسهيل وصول جهود الإغاثة والسماح بوصول المساعدة إلى جميع المحتاجين”.
وقالت: “يجب منح وصول سريع ودون عوائق ومستدام في جميع أنحاء سوريا. هناك حاجة إلى جميع طرق الاستجابة للوصول إلى المحتاجين- عبر الخطوط وعبر الحدود”.
من جانبه قال الممثل الدائم للبرازيل إن “احتياجات الشعب السوري في مقدمة ما يشغل بالنا”، موضحا أن البعثتين البرازيلية والسويسرية تواصلتا مع جميع أصحاب المصلحة منذ مطلع الأسبوع.
وقال: “وإذ نؤكد من جديد على القرار 2672 الذي اعتمد بالإجماع، فإن جميع وسائل إيصال المساعدات ضرورية لإنقاذ الأرواح ومساعدة المدنيين في جميع أنحاء سوريا”.
وقرر مجلس الأمن، في قراره 2672، تمديد العمل بإجراءات أقرها في قراره 2165 الصادر عام 2014 بشأن معبر باب الهوى الحدودي، لمدة ستة أشهر حتى 10 تموز/يوليو.
والإجراءات المشار إليها في القرار 2165 تتعلق بالإذن للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها باستخدام الطرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية ومنها باب الهوى، من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في سائر أنحاء سوريا.
كما أكد على ما جاء أمس على لسان الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ألا وهو وجوب “تغليب الاحتياجات الإنسانية على السياسة”، مرحبا في هذا الصدد بإعادة تأهيل الوصول إلى معبر باب الهوى، وكذلك بوصول أول قافلة إغاثة أممية أمس إلى شمال غرب سوريا.