المعارضة السورية تعيد تنظيم صفوفها وتستغل ضعف حلفاء نظام الأسد

by hayatnews
0 comment

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن المعارضة السورية تمكنت من إعادة تنظيم صفوفها واستغلال ضعف حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد ليحققوا مكاسب مذهلة على الأرض.

وبحسب الصحيفة شهدت الأيام القليلة الماضية تقدمًا خاطفًا للمتمردين في أجزاء من شمال ووسط سوريا، وهو ما يعزى إلى التنظيم المحكم لقوات المعارضة، وضعف حلفاء الأسد العسكريين، وربما القليل من الحظ، إذ لم يكن متوقعًا أن تنهار خطوط الجيش السوري بهذه السرعة.

وقد سيطرت قوات المعارضة يوم الأحد على معظم حلب، المدينة الشمالية التي كانت قوات الأسد قد استعادت السيطرة عليها قبل ثماني سنوات في ما بدا آنذاك وكأنه نقطة تحول في الحرب الأهلية الدامية في البلاد.

وأظهرت لقطات فيديو انسحاب قوات النظام أو تلاشيها، ما أتاح للهجوم المخطط له منذ فترة طويلة التقدم أكثر مما كان متوقعًا، بحسب الخبراء.

وقال إميل حكيم، كبير الباحثين في شؤون الأمن بالشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “هذا الأمر مرتبط بالجيوسياسة واستغلال الفرصة المحلية”، مضيفًا أن التمرد أعاد تنظيم صفوفه وتدريبه وتسليحه استعدادًا لهذا النوع من الهجمات.

وفي ظل خطوط صراع مستقرة إلى حد كبير على مدار السنوات الأربع الماضية، هيمنت هيئة تحرير الشام (HTS) على ما تبقى من قوى المعارضة، ما مكّنها من بناء قوة قادرة على شن هجوم.

وشارك في العملية العديد من الجماعات المتمردة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام وعناصر مدعومة من تركيا.

وقال محللون إن تركيا ربما وافقت على العملية العسكرية، لكنها قللت من شأنها ولم تقدم إشرافًا مباشرًا. وأوضح حكيم: “ربما لم يدركوا مدى هشاشة خطوط النظام الأمامية”.

وأشار جيروم دريفون، محلل بارز في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن الخسائر السابقة دفعت تحالف المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى تغيير استراتيجياته، مشيرًا إلى تحسين التدريب ورفع مستوى القيادة والتنظيم.

وعلى الرغم من أن الحرب الأهلية في سوريا كانت تدور بشكل أساسي بين جيش الأسد وقوات المعارضة، إلا أنها تشبه رقعة شطرنج للمصالح الجيوسياسية. تدعم إيران وروسيا الحكومة، بينما تدعم تركيا بعض الجماعات المتمردة.

وأكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن انشغال إيران وروسيا بحروب أخرى أضعف دعمهم للنظام السوري.

وخلال ذروة الحرب الأهلية، لعبت قوات حزب الله اللبناني المدعومة من إيران دورًا حاسمًا في دعم قوات الأسد، لكن حزب الله يواجه الآن إعادة ترتيب أولوياته بعد هجمات إسرائيلية مكثفة. كما أن روسيا أعادت تخصيص بعض مواردها العسكرية لدعم حربها في أوكرانيا.

وقال المحلل محمد علي شباني إن إيران قد تتأخر في التدخل المباشر في المعركة الحالية، معتبرًا أن حلب ليست ذات أهمية جوهرية لمصالح إيران في سوريا.

فيما قال فراس مقصد، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن الحملة الحالية جزء من الصراع لإعادة تحديد ميزان القوى في سوريا، مشيرًا إلى أن ذلك يمهد الطريق لانسحاب أمريكي متوقع في ظل إدارة ترامب القادمة.

You may also like

Leave a Comment