قلتها ألف مرة من قبل إن شبه الجزيرة العربية ستصبح ساحة للمعركة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، في اللحظة التي تقرر فيها واشنطن حصار غريمتها.
لكن الوضع الراهن بالنسبة لعرب الخليج أصبح أسوأ.
لم يستخدم الغرب حتى الآن “القنبلة النووية الاقتصادية” ضد روسيا، متمثلة في حظر تصديرها للنفط والغاز. ببساطة، لأنه من المستحيل الاستغناء عن روسيا في هذا القطاع، لكن الغرب بإمكانه أن يقامر بكل ما يملك الآن، ويحاول حظر التصدير على أمل أن يدمّر بوتين قبل أن ينهار هو نفسه، بعد ذلك سيكون بإمكان الغرب أن يعيد النفط والغاز الروسي بسرعة إلى السوق العالمية.
لكن من أجل ذلك، من الضروري إجبار عرب الخليج على تحويل صادراتهم من آسيا إلى أوروبا. بطبيعة الحال، ستستمر حينها أسعار الطاقة في الارتفاع، وستبدأ أزمة حادة في الهند والصين ودول آسيوية أخرى.
وهنا من الممكن بالفعل البدء في التفكير، ليس فقط في دخول الصين إلى الحرب العالمية الثالثة من أجل الوصول إلى النفط والغاز في الخليج، ولكن أيضاً لإمكانية تدمير روسيا لمصادر الطاقة البديلة لها، إذا ما كانت الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للأخيرة.
لذلك، لم يكن من المستغرب أن تقاوم كل من قطر والإمارات الضغوط الأمريكية بنشاط. فكان على واشنطن، بحسب الصحافة الأمريكية، أن تطلب من الصديق المشترك للبلدين، إسرائيل، أن تمارس ضغطاً على الإمارات للتصويت بإدانة روسيا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
ظني أنه لا يتعيّن على دول الخليج أن تستسلم لوهم أن روسيا يمكن أن تعتبر المشاركة في الحرب الاقتصادية ضدها أي شيء سوى أنها مشاركة في الحرب الحقيقية. كذلك لا أنصح بالتعويل على أن الروس قد نسوا من موّل الإرهابيين في الشيشان والقوقاز، في تسعينيات القرن الماضي.
أظن أن الاختراق الهائل والمفاجئ للحوثيين في تطوير تكنولوجيا الصواريخ قد لا يكون المفاجأة الأخيرة. فكما يظهر الوضع في أوكرانيا، عندما يتعلق الأمر بالبقاء على قيد الحياة، فإن روسيا لا تتمسك كثيراً بالإجراءات الرسمية والبروتوكول الدبلوماسي.