أشعلت مأدبة إفطار أقامتها إحدى العشائر العراقية لعدد من الدبلوماسيين الأجانب -على رأسهم السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوسكي- جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيال ما وصفه نشطاء بـ”تجاوز الصلاحيات ومخالفة العادات العشائرية”
ونشرت رومانوسكي عبر حسابها في تويتر الاثنين الماضي تغريدة تتضمن صورا تظهر جلوسها مع شيوخ عشائر في ديوان “آل أزيرج”، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين، لكن سرعان ما حذفتها بعد سيل من الانتقادات والسخرية من قبل رواد مواقع التواصل
وكتبت السفيرة الأميركية عبر منشورها “خلال شهر رمضان المبارك أشعر بالامتنان لمشاركة وجبة الإفطار مع شيوخ العشائر العراقية الذين تعد رؤيتهم مهمة لبناء عراق أقوى ومستقر وأكثر ازدهارا”
انتقادات وإدانة
وانتقد مدونون السفيرة الأميركية والعشائر العراقية كل حسب موقعه بشأن ما وصفوه بالخروج عن طريق النشاط الدبلوماسي المحدد والأعراف العشائرية، و”تنظيم نشاطات مرفوضة من خلال الاجتماع على طاولة واحدة، خاصة أن الطرفين لا تربطهما أي علاقة عمل مشتركة”
واعتبر نشطاء قيام إحدى العشائر بدعوة السفيرة الأميركية إلى مأدبة إفطار تقليلا من قيمة وهيبة ورمزية العشيرة لدى العراقيين ومخالفة لموقفها الرافض للغزو الأميركي للعراق عام 2003، مطالبين بتقديم الاعتذار عن هذا التصرف “غير اللائق”، حسب وصفهم
وكتبت البرلمانية العراقية عالية نصيف عبر حسابها في تويتر “مع احترامنا لكل شيوخ العشائر الكرام من المحزن والمحرج جلوس بعض الشيوخ في مجلس تتصدره السفيرة الأميركية، وتتسيد على الحضور وكأنها أعلى مقاما منهم، فيما يمتنعون عن الذهاب والجلوس في فواتح (مجالس عزاء) النساء من أبناء جلدتهم، لأنهم يخجلون من الجلوس في عزاء امرأة.. تناقض عجيب”
وقال الباحث السياسي مقتدى المقدسي “على قبيلة آل أزيرج إدانة هذا الفعل المشين باستقبال أحد مشايخها السفيرة الأميركية، والتحقيق في أمر الشيخ الذي رتب هذه الوليمة راقصا على دماء آلاف الشهداء العراقيين والمسلمين الذين قتلتهم أميركا”
وغرد الإعلامي عزيز الربيعي قائلا “الانفتاح على المجتمع الدولي لا يعني أن نفتح بيوتنا لمن يمنح قتلتنا الشرعية للاستمرار في إدارة البلاد”
من جهته، انتقد الباحث شاهو القره داغي شيوخ العشائر مقتبسا من تغريدة السفيرة الأميركية الجزء الذي تقول فيه “شيوخ العشائر العراقية الذين تعد رؤيتهم مهمة لبناء عراق أقوى ومستقر وأكثر ازدهارا، قائلا: وهل تكترثون ببناء بلد قوي ومستقر ومزدهر؟ أو بتحقيق مصالحكم بغض النظر عن أسلوب الحكم؟”
تنديد وتوضيح
في الأثناء، نددت عشيرة “آل أزيرج” في العراق ببيان رسمي بدعوة أحد أفراد قبيلتها السفيرة الأميركية إلى مأدبة إفطار، معتبرة أن “التصرف يمثل الرؤية الفردية للشخص ولا يمثل القبيلة المعروفة بتاريخها العريق وأصالتها وعروبتها ووطنيتها”، حسب البيان
يأتي ذلك فيما أصدر مجموعة من شيوخ عشائر “آل أزيرج” توضيحا حول دعوة السفيرة الأميركية إلى مأدبة الإفطار، مؤكدين أن الدعوة وجهت إلى الاتحاد الأوروبي من قبل ديوان الإصلاح المجتمعي بالتعاون مع مكتب رئيس الوزراء لشؤون العشائر وليس من قبلهم
وذكر الشيوخ في فيديو التوضيح أن دعوة السفيرة الأميركية تمت عن طريق السفيرة الأسترالية، حيث إن ديوان الإصلاح المجتمعي لم يوجه دعوة خاصة لها، مشددين على موقف العشائر الرافض للتعامل مع ممثلي الدول التي أضرت بالعراق، حسب تعبيرهم