أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، نداء إنسانيا لجمع 43 مليون دولار لدعم جهود الاستجابة في سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين قبل أسبوع وأدى إلى وفاة وتشريد وإصابة عشرات الآلاف.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المدير العام الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في دمشق بعد زيارته لحلب لتفقد المناطق المتضررة من الزلزال.
وأشار تيدروس إلى أن قيمة النداء الإنساني ستزداد مع تكشف حجم الكارثة، مشددا على ضرورة مضاعفة جهود الاستجابة للوصول إلى مزيد من السكان المتضررين في جميع المناطق.
ورحب تيدروس بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فيما رحب بالموافقة الشاملة الأخيرة التي أبدتها الحكومة السورية بشأن قوافل الأمم المتحدة العابرة لخطوط الصراع، فضلا عن التدابير الرامية إلى زيادة الوصول عبر الحدود. وأعرب عن أمله في استمرار ذلك.
وجدد تيدروس التزام منظمة الصحة العالمية “بدعم الشعب السوري الآن وفي الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة للاستجابة لهذه الكارثة وبناء نظام أقوى لجميع السوريين”.
وتقدم منظمة الصحة العالمية الإمدادات الطبية وتعمل مع الشركاء لتوفير الرعاية الطبية المتخصصة، وقد وزعت حتى الآن 110 أطنان من الإمدادات الطبية على المناطق المتضررة في جميع أنحاء سوريا، وفقا لتيدروس.
ومن المقرر أن تصل إلى دمشق رحلة محملة بالإمدادات الطبية الخاصة والمتخصصة والتي تعتبر حيوية للعاملين في الخطوط الأمامية أثناء تعاملهم مع الإصابات. بالإضافة إلى ذلك، تقوم المنظمة بدعم قدرات الفرق الطبية المتخصصة.
وفي صباح يوم وقوع الزلزال، تمكنت منظمة الصحة العالمية على الفور من الوصول إلى إمداداتها التي كانت مخزنة مسبقا في الشمال الغربي وفي حلب لإتاحة إمكانات علاج الإصابات الخطيرة على الفور.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية إنه رأى بأم عينيه التأثير المدمر للزلزال واستمع إلى قصص الناجين، مشيرا إلى أنه التقى في حلب يوم أمس السبت، بالطفلة نور التي فقدت والديها وأصيبت بكسر في ذراعها عندما سقط مبنى شقتهم المكون من ستة طوابق.
وأضاف أن نور هي مثال واحد على مأساة مستمرة تؤثر على الملايين. وأشار إلى الأزمة المتفاقمة بسبب الصراع وكوفيد-19 والكوليرا والتدهور الاقتصادي، والآن تسبب الزلزال في خسائر تستعصي على الوصف.
وأعرب عن تقديره العميق وإعجابه بالناجين والمستجيبين، بمن فيهم موظفو منظمة الصحة العالمية، مبديا إعجابه بما أظهره الناجون من إباء ويقين وأمل وبتفاني المستجيبين الأوائل.
وقال إن منظمة الصحة العالمية تقف مع الشعبين السوري والتركي، مشيرا إلى أن المنظمات الوطنية والدولية والجيران والمساجد والكنائس والمجموعات المجتمعية تتسابق لتزويد الناس بالغذاء والماء النظيف وبمكان للنوم وللحفاظ على سلامتهم، والرعاية الطبية للإصابات الناجمة عن الزلزال، فضلا عن تزويدهم بالاحتياجات الأخرى.
ولكن برغم ذلك قال الدكتور تيدروس إن هناك حاجة إلى المزيد. “بعد التحقق من سلامة أسرهم، ذهب موظفونا على الفور إلى المستودعات لبدء توزيع الإمدادات على المرافق الصحية. تعمل منظمة الصحة العالمية في جميع المناطق المتضررة وتتوسع في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الشمال الغربي. وفرت منظمة الصحة العالمية على الفور 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ لمواجهة الأوضاع الطارئة في كل من سوريا وتركيا”.
وذكر تيدروس أنه في انتظار أن يتحرك عبر خطوط الصراع إلى الشمال الغربي الذي أفيد بأنه تأثر بشكل أسوأ.