الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم التجويع كوسيلة للحرب في غزة

by hayatnews
0 comment

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول المساعدات إلى غزة، إلى جانب الطريقة التي تواصل بها العمليات العدائية، “قد يصل إلى حد استخدام التجويع كوسيلة للحرب، وهو ما يعد جريمة حرب”.

وأكد تورك في بيان صحفي، أن الكارثة التي تشهدها غزة “من صنع الإنسان وكان من الممكن منعها بالكامل” لو تمت الاستجابة لنواقيس الخطر التي دقتها الأمم المتحدة منذ شهور.

وقال إن “المجاعة الوشيكة المتوقعة في غزة يمكن، بل ويجب منعها”.

وشدد على أن حالة الجوع الحاد في غزة “هي نتيجة للقيود الإسرائيلية واسعة النطاق على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، وتشريد معظم السكان، فضلا عن تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية”.

وحذر المفوض السامي من أن استراتيجيات التكيف الخطيرة بدأت تظهر بالفعل وأن النظام ينهار مع تزايد يأس الناس.

وقال إن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ 16 عاما كان له بالفعل تأثير شديد على حقوق الإنسان للسكان المدنيين، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد المحلي وخلق الاعتماد على المساعدات.

وأضاف تورك أن إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، لديها التزام بضمان توفير الغذاء والرعاية الطبية للسكان بما يتناسب مع احتياجاتهم وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات، كما يجب عليها ضمان أن يتمكن السكان من الحصول على هذه المساعدات بطريقة آمنة وكريمة.

وشدد المفوض السامي على أهمية استعادة الخدمات الأساسية بشكل كامل، بما في ذلك إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء والوقود، وجدد دعواته إلى وقف فوري لإطلاق النار، وكذلك الإفراج غير المشروط عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

من جهته قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن السلطات الإسرائيلية خلال أول أسبوعين من الشهر الحالي، لم تُيسر سوى وصول 11 بعثة إنسانية من أصل 24 كان مخططا لتوجهها إلى شمال غزة، إذ رُفض دخول بقية البعثات أو تم تأجيلها.

وأضاف أن القيود المفروضة على توصيل المساعدات إلى غزة ما زالت تعيق وصول الإمدادات المنقذة للحياة وخاصة لمئات آلاف السكان شمال القطاع.

وأكد العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة عزمهم على مواصلة مساعدة سكان غزة، فيما يزداد عدد الأطفال على شفا الموت بسبب الجوع الحاد.

وقالت الدكتورة مارغريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية “إن الأطباء والعاملين الصحيين يخبروننا بأنهم يرون أكثر فأكثر آثار الجوع على الناس في غزة. يرون حديثي ولادة يموتون لأنهم يولدون ووزنهم قليل جدا. وبشكل متزايد نرى أطفالا على شفا الموت ويحتاجون رعاية تغذوية”.

وفيما ترتفع بشكل حاد معدلات سوء التغذية شمال غزة، تدعم منظمة الصحة العالمية إنشاء مركز تغذوي في مستشفى كمال عدوان، وهي مستشفى الأطفال الوحيد شمال القطاع.

وتدعم المنظمة مركزا في رفح لعلاج الأطفال الذين يعانون من مضاعفات سوء التغذية الحاد. كما تسهم في إنشاء مركز آخر في رفح في مستشفى ميداني.

وشدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مرارا على ضرورة أن يضمن الجيش الإسرائيلي الوصول الآمن والمستدام بدون عوائق إلى مختلف أنحاء غزة، وفتح جميع نقاط العبور الممكنة إلى القطاع.

وأكدت الأمم المتحدة أن الطرق البرية هي السبيل الوحيد لتوصيل المساعدات بالحجم المطلوب لمنع حدوث المجاعة.

وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إرسال المساعدات إلى شمال غزة يتطلب الحصول على موافقات يومية من السلطات الإسرائيلية. وذكر أن قوافل الشاحنات غالبا ما تتم إعادتها دون السماح بدخولها حتى بعد انتظار طويل عند نقطة تفتيش وادي غزة.

وأشار إلى مخاطر أخذ المساعدات من قبل أناس يائسين إما عند نقطة التفتيش أو على طول الطريق الصعب إلى الشمال. وشدد المتحدث على أن السبيل الوحيد لمنع ذلك هو ضمان توصيل ما يكفي من المساعدات.

ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن مجرد تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية سيتطلب دخول 300 شاحنة على الأقل إلى غزة كل يوم، وتوزيع الغذاء وخاصة في الشمال.

وكان التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي قد أصدر تقريرا يوم الاثنين، أفاد بأن المجاعة وشيكة في الجزء الشمالي من القطاع ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين منتصف الشهر الحالي وأيار/مايو.

وذكر أن جميع سكان غزة يواجهون مستويات توصف بالأزمة في انعدام الأمن الغذائي أو أسوأ.

You may also like

Leave a Comment