يقترب العالم من القضاء على أحد الأمراض الطفيلية التي تنتقل بشكل رئيسي عبر المياه الملوثة، بعد أن كانت 20 بلدا في العالم موطنا للمرض في منتصف الثمانينيات.
وبحسب ما أشارت إليه صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد تراجعت الإصابات بداء “التنينات”، أو “الدودة الغينية” إلى مستويات قياسية مؤخرا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد سجلت 27 حالة فقط في عام 2020، ويقول مركز كارتر الطبي الأمريكي؛ إن الحالات انخفضت في 2022 إلى 13 حالة فقط حول العالم.
ويعود الفضل إلى تحسين جودة مياه الشرب في النقاط الساخنة التي تشهد حالات عدوى، وسيكون المرض أول مرض يتم القضاء عليه دون لقاحات قريبا.
وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فإنه اعتبارا من وقت الإصابة بالعدوى، يستغرق الأمر ما بين 10 شهور و14 شهرا لكي تكتمل دورة الانتقال وتخرج دودة أنثى بالغة من الجسم. وفي هذا الوقت، ينتقل الطفيلي غالبا عندما يشرب الناس مياها راكدة ملوّثة بالبراغيث الحاملة للطفيلي.
ونادرا ما يسبب داء التنينات الوفاة، بيد أن المصابين به يعجزون عن القيام بأعمالهم على مدى أسابيع وأشهر من الزمن.
ويصيب الداء الناس الذين يعيشون في مجتمعات ريفية ومحرومة ومعزولة، ويعتمدون بشكل رئيسي على مصادر المياه المفتوحة الراكدة كالبرك للحصول على مياه الشرب.
وفي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أشارت التقديرات إلى وجود 3.5 مليون حالة إصابة بداء التنينات في 20 بلدا حول العالم، منها 17 بلدا في أفريقيا و3 حالات في آسيا.
وانخفض عدد الحالات المبلغ عنها إلى أقل من 10 آلاف حالة لأول مرة في عام 2007، واستمر في الانخفاض في السنوات المقبلة.
وبعد مرور عام تقريبا على الإصابة بالعدوى، تتكون نفطة مؤلمة –على الجزء السفلي من الساق في نسبة 90% من الحالات–، وتظهر دودة واحدة أو أكثر من الجلد ويصاحب ذلك شعور بالحرقة.
وتخفيفا لتلك الآلام، يلجأ المرضى غالبا إلى غمر الجزء المصاب من أجسامهم في الماء، لتطلق الدودة عندئذ آلاف اليرقات في الماء. وتبلغ هذه اليرقات المرحلة التي تصبح فيها قادرة على نقل العدوى بعد أن تبتلعها قشريات دقيقة، تسمى أيضا ببراغيث الماء.
ويبتلع الناس براغيث الماء الحاملة لعدوى الداء هذه عندما يشربون المياه الملوثة بها. وتموت براغيث الماء في المعدة، ولكن اليرقات المسببة للعدوى تنطلق من داخلها ثم تخترق جدار الأمعاء وتتنقل داخل الجسم.
وتنتقل الدودة الأنثى المخصبة التي يتراوح طولها بين 60 و100 سم تحت الأنسجة الجلدية حتى تصل إلى المنطقة التي تخرج منها، وهي عادة الأطراف السفلية، مكوِّنة نفطة أو تورّما تخرج منه في نهاية المطاف.
ولا يوجد لقاح يقي من الداء أو دواء لعلاج المرضى المصابين به. ولكن الوقاية منه ممكنة.