حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من أن الأسر الريفية السورية تواجه تحديات غذائية بعد الزلازل المدمرة في شباط/فبراير الماضي.
وأدى زلزال بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر والعديد من الهزات الارتدادية القوية، إلى إلحاق الدمار بعدة مناطق في الجمهورية العربية السورية وجنوب تركيا، ممّا أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين، هذا بالإضافة إلى قطع أرزاق العائلات المتضررة ولاسيما الريفية منها.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أزهق الزلزال في سوريا أرواح آلاف الأشخاص وشرّد أكثر من مئة ألف أسرة.
وكان أثر الزلزال على سكان منطقة الغاب مدمراً حيث يعتمد معظمهم اعتماداً وثيقاً على الزراعة من أجل ضمان سبل عيشهم.
كما أن الأسر السورية كانت تعاني بالفعل من الفيضانات والظواهر المناخية القاسية وارتفاع أسعار الأغذية ومحدودية الوصول إلى الأسواق، أضف إلى ذلك سنوات النزاع المسلح.
أمّا المزارعون الذين بقوا على قيد الحياة أو لم يفقدوا منازلهم، فهم يواجهون مشاكل أخرى منها نفوق حيواناتهم أو إجهاض أبقارهم أو انخفاض إنتاجها من الحليب بسبب الصدمة التي تعرضت لها حيواناتهم، وقد تضرر بفعل كل ذلك مصدر دخلهم الوحيد.
وأجرت الفاو تقييماً مبدئياً للمناطق المتضررة من الزلزال، والذي أظهر تكبّد خسائر فادحة في الثروة الحيوانية وأضراراً جسيمة لحقت بعدة مجالات منها المعدات الزراعية والبنية التحتية، بما في ذلك الدفيئات والري ومرافق التخزين، فضلاً عن مرافق إنتاج الأعلاف.
وتفضي جميع تلك العوامل إلى اختلالات في إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية وتشكّل تهديداً فورياً وطويل الأجل للأمن الغذائي للسكان.
وقالت منظمة الفاو إن أولوياتها في سوريا هي ضمان تمكّن المجتمعات الريفية استئناف إنتاج الأغذية الأساسية وتأمين سبل عيشها الزراعية.
وفي هذا الصدد، أكدت أنها ستقوم بتزويد المزارعين بالمدخلات الزراعية، بما في ذلك الأعلاف للحيوانات والبذور والشتلات والأسمدة والوقود والأدوات والمعدات، كما أنها ستؤمن الرعاية البيطرية لمعالجة الثروة الحيوانية وتوفير اللقاحات لها، وستقوم بتوفير تحويلات نقدية غير مشروطة.
وذكرت الفاو إنها تساعد حالياً 17880 أسرة ريفية، أي 107,280 شخصاً عن طريق توفير الأعلاف لمربي الماشية في محافظة حلب، والأسمدة للمزارعين في محافظة اللاذقية، والدعم لإعادة تأهيل قنوات الري في محافظة حماة.