وزير الدفاع البريطاني: ظلال الحرب تطرق أبواب أوروبا

by hayatnews
0 comment

حذّر وزير الدفاع البريطاني آل كارنز من أن أوروبا تقف أمام “منعطف تاريخي خطير” يعيد إلى الأذهان أجواء النزاعات الكبرى في القرن العشرين، مؤكداً أن “ظل الحرب يطرق أبواب القارة” وأن على دول الناتو الاستعداد لـ“حروب الضرورة” لا “حروب الاختيار”.

وشدد كارنز على أن التهديدات الاستراتيجية لم تعد بعيدة عن المجال الجيوسياسي الأوروبي، بل أصبحت مباشرة وملموسة.

واستشهد بغزو روسيا لأوكرانيا مثالاً صارخًا على عودة الحروب المكلفة إلى قلب القارة، محذرًا من أن أوروبا لم تعد أمام صراعات “يمكن تجنبها”، بل أمام مواجهات وجودية ستفرض نفسها “بغض النظر عن كلفة الرد”.

وقدمت التقييمات الاستخباراتية التي طرحت خلال الحفل سياقًا أكثر قتامة: فقد كشف رئيس الاستخبارات الدفاعية، أدريان بيرد، عن ارتفاع النشاط الاستخباراتي العدائي ضد القوات البريطانية ومعداتها بنسبة 50% خلال عام واحد، مؤكدًا أن معظم هذا النشاط يأتي من إيران والصين وروسيا.

وتعني هذه الزيادة الكبيرة، كما يقول بيرد، أن البيئة الأمنية “أصبحت أكثر تقلبًا وخطورة مما شهدته بريطانيا منذ الحرب الباردة”.

ومنشأة وايتون، التي احتضنت الإعلان الرسمي، تقع في كامبريدجشير وتستضيف مركز Pathfinder، أكبر مركز استخباراتي لمنظومة “العيون الخمس”.

ومن المقرر أن تضم الوحدة الجديدة أقسامًا من الاستخبارات البحرية والبرية والجوية في منصة موحدة تهدف إلى تسريع تبادل المعلومات، في استجابة مباشرة لمراجعة الدفاع الاستراتيجية الصادرة هذا العام.

ويشمل هذا التطوير إنشاء وحدة دفاعية لمكافحة التجسس، تهدف إلى حماية المعدات العسكرية والبنية التحتية الحساسة والأنظمة الدفاعية من هجمات سيبرانية أو محاولات اختراق تقودها دول معادية.

وبحسب المسؤولين، سيعمل الموظفون في القاعدة على تحليل بيانات الأقمار الصناعية، ومقاطع الفيديو التي تلتقطها الطائرات المسيّرة، والمعلومات الميدانية التي يجمعها العملاء، في محاولة لإنشاء “صورة متكاملة” للتهديدات التي تواجه البلاد.

وتأتي تصريحات الوزير في أعقاب تقرير شديد اللهجة أصدرته لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني، انتقد جاهزية بريطانيا لخوض حرب واسعة النطاق. التقرير وصف الاستعداد العسكري بأنه “غير كافٍ”.

وقد دعا إلى زيادة الإنفاق وتعزيز الجاهزية اللوجستية والبشرية. كارنز ردّ بأن إعادة هيكلة الاستخبارات هي خطوة ضرورية لضمان “ردع متكامل وصلب”.

لكن خلف هذا السجال السياسي يكمن تحدٍ أكبر: مشكلة التجنيد العسكري. فوفقًا لوزيرة شؤون المحاربين القدامى، لويز ساندير جونز، تواجه بريطانيا “عجزاً واضحاً” في توظيف عناصر في الوظائف الاستخباراتية، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا مؤثرًا في الإقبال على هذا النوع من الوظائف. وأوضحت أن “عكس هذا المسار سيكون مهمة صعبة، لكنه ضروري للأمن القومي”.

وشدد الوزير البريطاني على ضرورة إقناع المواطنين البريطانيين بخطورة المرحلة، قائلاً إن على الحكومة “التحرك لإظهار التأثيرات المباشرة للتهديدات الخارجية على حياة الناس اليومية”، مثل أسعار الغذاء والوقود وتكاليف المعيشة، وحتى قدرة الحكومة على تمويل الخدمات العامة.

وتعكس هذه التصريحات إدراكًا متزايدًا بأن الرأي العام أصبح لاعبًا حاسمًا في تشكيل السياسات الأمنية، وأن دعم المواطنين أصبح ضرورة استراتيجية.

وتتناغم التحذيرات البريطانية مع رسالة قوية أطلقها الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، من برلين، حيث قال إن “روسيا أعادت الحرب إلى أوروبا”، محذرًا من أن الحلف يجب أن يكون مستعدًا لحروب “بحجم تلك التي عرفها أجدادنا”.

You may also like

Leave a Comment