واشنطن بوست: سقوط بشار الأسد تعيد مظاهر أيام الربيع العربي

by hayatnews
0 comment

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المشاهد التي خرجت من سوريا هذا الأسبوع أعادت للأذهان بعضًا من أعظم أيام الربيع العربي. فقد أطاح المتمردون بديكتاتور، واحتفل الناس في الشوارع، بينما اقتحم سوريون سجون النظام لتحرير أحبائهم ومئات المعتقلين السياسيين الآخرين.

وبحسب الصحيفة فإن هذا التجدد في الحماس الثوري في منطقة ما زالت تخضع لحكم الأنظمة الاستبدادية، أثار قلق القادة العرب الذين استأنف كثير منهم علاقاتهم مؤخرًا مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضحت أن القادة في دول مثل مصر والأردن والسعودية والإمارات يشعرون بالقلق من أن سقوط الأسد قد يثير اضطرابات داخلية في بلدانهم، بحسب محللين ومسؤولين ودبلوماسيين.

كما يخشون أن تنحدر سوريا إلى الفوضى، ويترقبون بحذر صعود المتمردين الإسلاميين، بقيادة هيئة تحرير الشام (HTS)، التي سيطرت على دمشق.

ومنذ سيطرة هيئة تحرير الشام على العاصمة وهروب الأسد إلى موسكو، بدأت الدول العربية ذات الغالبية السنية تتعامل بحذر. ففي بيانات علنية، حثت تلك الدول السوريين على الحفاظ على مؤسسات الدولة وضمان شمولية المرحلة الانتقالية.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، التقى سفراء سبع دول عربية بممثلين عن هيئة تحرير الشام في دمشق، وفقًا لمكتب إعلامي مرتبط بالمجموعة.

وقد سعت هيئة تحرير الشام إلى طمأنة السفراء بأنهم في أمان، وفقًا لدبلوماسي في المنطقة تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. وقال الدبلوماسي: “نريد إقامة علاقات إيجابية – أنتم لستم في خطر.”

والسبت الماضي، ومع اقتراب المعارضة من دمشق، عقد وزراء خارجية عدة دول عربية اجتماعًا طارئًا على هامش مؤتمر في الدوحة، وأصدروا مناشدة للمتمردين بوقف تقدمهم والدخول في مفاوضات مع النظام.

قال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: “إنهم قلقون من الفراغات في السلطة في سوريا، ومن قدرة الإسلاميين على ملء هذا الفراغ وترسيخ نفوذهم في سوريا ونشره.”

ولطالما خشيت الدول العربية النفوذ السياسي للحركات الإسلامية، بسبب تنظيمها وانضباطها وبرامجها الاجتماعية الشعبية التي تشكل تهديدًا دائمًا للأنظمة الاستبدادية في المنطقة.

في مصر، حيث أطاح الرئيس عبد الفتاح السيسي بحكومة الإخوان المسلمين في انقلاب عسكري عام 2013، يمثل صعود هيئة تحرير الشام في سوريا تهديدًا وجوديًا له، وفقًا لدبلوماسي إقليمي.

والسعودية والإمارات تشاركان هذا القلق، وفقًا للدبلوماسي المصري السابق هشام يوسف. فقد قادتا الثورة المضادة في المنطقة عقب الربيع العربي، مستغلين ثرواتهما الكبيرة لدعم الأنظمة الاستبدادية في دول مثل البحرين ومصر وليبيا وتونس واليمن.

ورغم خوف الدول العربية من الإسلاميين، قاطعت الأسد وحكومته لسنوات، وطردت سوريا من الجامعة العربية في عام 2011، بسبب حملة القمع الوحشية التي شنها الأسد على المتظاهرين.

لكن مع استمرار الحرب الأهلية وتدخل روسيا وإيران لدعم الأسد، بدأت الدول العربية في استعادة العلاقات معه، على أمل أن يبتعد عن إيران ويحد من تجارة الكبتاغون، التي كانت تمول نظامه وتؤدي إلى الجريمة والإدمان في الدول المجاورة.

وقال علي شهابي، رجل أعمال سعودي مقرب من العائلة المالكة: “بشار خيب آمالنا. لم يفِ بأي من وعوده”، مضيفا الآن، تتعامل الدول العربية مع سوريا بحذر، منتظرة لمعرفة ما إذا كان يمكن احتواء الفوضى بعد الأسد.

وفي مصر، التي تعاني أزمة اقتصادية كبرى، يشعر الناس بالإحباط المتزايد، وينشرون استياءهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الأسبوع، نشرت وسيلة إعلامية تابعة للإخوان المسلمين مقطع فيديو لمتظاهرين يصرخون في وجه السيسي خلال زيارته للنرويج، قائلين إنه سيكون التالي بعد الأسد.

وقد اعتقلت السلطات المصرية عشرات السوريين الذين احتفلوا بإطاحة الأسد في شوارع القاهرة، وأفرجت عن 20 منهم، بينما أُبلغ ثلاثة آخرون بأنهم سيتم ترحيلهم إلى سوريا، وفقًا لمبادرة الحقوق الشخصية المصرية (EIPR).

وقالت الناشطة الحقوقية المصرية منى سيف، التي يقبع شقيقها علاء عبد الفتاح في السجن “شكرًا للأيدي التي فتحت سجن صيدنايا وصورت إطلاق سراح المعتقلين.”

وأضافت: “زرع ذلك الأمل في قلوب العديد من العائلات التي تنتظر في كل مكان بالعالم.”

You may also like

Leave a Comment