مقتل 50 لاجئًا سودانيًا في حريق قارب قبالة ليبيا

by hayatnews
0 comment

قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن ما لا يقل عن 50 لاجئًا سودانيًا لقوا مصرعهم بعدما اندلع حريق في قارب كان يقل 75 شخصًا قبالة السواحل الليبية، يوم الأحد 14 سبتمبر/أيلول. وأكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن المأساة وقعت خلال محاولة جديدة لعبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا.

وأعربت المنظمة عن “حزنها العميق إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح”، مشيرة إلى أن فرقها الميدانية قدمت رعاية طبية عاجلة لـ 24 ناجيًا. ودعت الوكالة المجتمع الدولي إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لإنهاء مثل هذه المآسي المتكررة التي تحصد أرواح الأبرياء في البحر”.

ليبيا… طريق محفوف بالموت

أصبحت ليبيا خلال السنوات الأخيرة محطة رئيسية للمهاجرين واللاجئين الذين يفرون من النزاعات المسلحة والفقر المدقع في أفريقيا جنوب الصحراء، ساعين للوصول إلى السواحل الأوروبية.

ووفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، كان يقيم في ليبيا بحلول فبراير/شباط 2025 أكثر من 867 ألف مهاجر من 44 جنسية مختلفة، كثير منهم يعيشون في ظروف قاسية ويقعون فريسة لشبكات التهريب والاستغلال.

وتشير تقارير متكررة إلى أن هؤلاء المهاجرين يتعرضون لانتهاكات واسعة تشمل الاعتقال التعسفي، التعذيب، والعمل القسري، فضلًا عن انعدام الحماية القانونية، ما يدفع كثيرين إلى المخاطرة بحياتهم في رحلات بحرية غير آمنة.

حوادث متكررة وجرائم تهريب

الحادث الأخير ليس استثناءً، إذ سبقته كوارث أخرى في ليبيا هذا العام. ففي فبراير/شباط، عُثر على جثث 19 مهاجرًا في ثلاث مقابر جماعية بمزارع شرق البلاد، على بُعد نحو 440 كيلومترًا من بنغازي. وكانت الضحايا على صلة بشبكات تهريب البشر. كما عُثر في الشهر نفسه على 10 جثث أخرى إثر غرق قارب غرب ليبيا.

وتؤكد هذه الحوادث أن طرق الهجرة عبر ليبيا أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بشبكات التهريب التي تدير عملياتها بطرق عنيفة وغير إنسانية، ما يضاعف المخاطر التي يواجهها المهاجرون.

وتُعد المنظمة الدولية للهجرة من أبرز الأصوات الداعية إلى إنشاء آليات إنسانية آمنة وقانونية لانتقال اللاجئين، بما يضمن حمايتهم من الوقوع في أيدي المهربين أو الموت في البحر.

وفي بيانها الأخير، شددت على أن “إنقاذ الأرواح يجب أن يكون الأولوية القصوى”، داعية الدول المعنية إلى تعزيز التعاون في مجالات البحث والإنقاذ البحري، وتفكيك شبكات التهريب التي تستغل بؤس المهاجرين.

ويمثل البحر المتوسط أحد أخطر طرق الهجرة في العالم. ووفق تقارير الأمم المتحدة، لقي آلاف المهاجرين حتفهم خلال العقد الماضي أثناء محاولتهم العبور من شمال أفريقيا إلى أوروبا.

ورغم الضغوط المتزايدة على الاتحاد الأوروبي لتبني سياسات أكثر إنسانية، ما زالت الجهود تركز على تعزيز الرقابة الأمنية والاتفاقيات مع الدول المصدّرة أو العابرة للمهاجرين، مثل ليبيا وتونس. منتقدون يرون أن هذه السياسات تزيد من معاناة اللاجئين وتدفعهم إلى طرق أكثر خطورة.

You may also like

Leave a Comment