العراق يحقق في هجمات بطائرات مسيرة استهدفت حقول النفط والرادارات العسكرية

by hayatnews
0 comment

أعلنت الحكومة العراقية، عن فتح تحقيق شامل في سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة استهدفت منشآت نفطية وقواعد عسكرية خلال الشهر الماضي، وسط تصاعد التوتر بين بغداد وأربيل بشأن ملف النفط والصلاحيات الأمنية.

وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان أن “الاعتداءات الأخيرة على المنشآت والحقول النفطية، إلى جانب محاولات استهداف القواعد والمعسكرات العسكرية، تعد أفعالاً آثمة وخطيرة، وتقوّض كل الجهود المبذولة في سبيل استقرار العراق وإعماره وتنميته”.

وشملت الهجمات حقول نفط كردية، وقواعد عسكرية، ومخيمًا للنازحين، ومطار أربيل الدولي، وأسفرت عن تراجع في الإنتاج النفطي ببعض الحقول التي تديرها شركات أجنبية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك الضربات حتى الآن.

عملية أمنية واسعة لكشف “المخربين”

ردًا على التصعيد، أطلقت القوات الأمنية العراقية عملية عسكرية واسعة في محافظتي نينوى وصلاح الدين، بمشاركة وحدات من الحشد الشعبي، للبحث عن الجهات المسؤولة عن تنفيذ الهجمات وتحديد مصادر إطلاق الطائرات.

ورغم عدم توجيه بغداد اتهامًا مباشرًا لأي طرف، اتهمت حكومة إقليم كردستان قوات الحشد الشعبي بالوقوف وراء الهجمات، في إشارة إلى فصائل مدعومة من إيران. لكن الحكومة العراقية نفت تلك المزاعم، مؤكدة أن الحشد “مؤسسة أمنية عراقية رسمية” ولا علاقة له بهذه العمليات.

تدخل أمريكي ودعوات للتحقيق

من جهتها، أدانت السفارة الأميركية في بغداد هذه الهجمات، داعية الحكومة العراقية إلى “محاسبة المسؤولين عن الهجمات، ومنع تكرارها على أراضيها، خاصة تلك التي تستهدف منشآت استثمارية عراقية وأجنبية”.

وقالت السفارة في بيان إن “على بغداد ممارسة سلطتها لمنع الجهات المسلحة من شن هجمات تمس أمن العراق واقتصاده، وتُعرض علاقاته الدولية للخطر”.

ضغوط داخلية وتوتر مع كردستان

وتأتي هذه الهجمات في وقت حساس سياسياً، حيث تتصاعد الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان بشأن ملفات النفط والميزانية.

وقد وقع آخر الهجمات صباح الخميس، قبل ساعات من إعلان مجلس الوزراء العراقي موافقته على اتفاق جديد مع أربيل لحل أزمة صادرات النفط المتوقفة منذ عام 2023، ما أثار تساؤلات عن توقيت الضربات وما إذا كانت تهدف إلى تعطيل الاتفاق.

هجمات من الداخل وطائرات أجنبية الصنع

في موازاة التحقيقات حول الهجمات في كردستان، كشفت الحكومة العراقية عن نتائج تحقيق منفصل في هجمات بطائرات مسيرة وقعت الشهر الماضي، استهدفت أنظمة رادار عسكرية خلال فترة التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل.

ووفقًا للمتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء، صباح النعمان، فإن الطائرات المستخدمة كانت “مجهزة برؤوس حربية بأوزان مختلفة، وتم تصنيعها خارج العراق”، لكنها “أُطلقت من عدة مواقع داخل العراق”.

وأشار النعمان إلى أن الطائرات تنتمي إلى طراز واحد، مما يرجح “تورط جهة منفذة واحدة”، وأن الحكومة توصلت إلى “تحديد الجهات المتورطة” وستتخذ الإجراءات اللازمة.

تصعيد متكرر وساحة لصراعات بالوكالة

وتعد هذه التطورات جزءًا من نمط متكرر من التصعيد في العراق، الذي لطالما كان ساحة لصراعات إقليمية بالوكالة. فقد شهدت مواقع استراتيجية، مثل معسكر التاجي شمال بغداد وقاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار، ضربات دقيقة بطائرات مسيرة انتحارية يوم 24 يونيو/حزيران، في خضم تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي تعدد الجهات الفاعلة المسلّحة داخل العراق، وتداخل الملفات السياسية والأمنية والنفطية، إلى تقويض جهود الاستقرار، في وقت تسعى فيه البلاد لجذب الاستثمارات الأجنبية وتجاوز أزماتها الاقتصادية.

You may also like

Leave a Comment