شهد مؤتمر ميلكن العالمي 2025 في لوس أنجلوس، الذي عُقد هذا الأسبوع، جلسات نقاشية تناولت قضايا اقتصادية هامة، من بينها استثمارات الخليج ورسوم ترامب الجمركية، في وقت يترقب فيه العالم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج.
تزامن المؤتمر مع التحضيرات الأخيرة لزيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات، التي من المقرر أن تتم في 13 مايو. وتوقع مراقبون أن تركز الزيارة على قضايا اقتصادية هامة مثل تأمين صفقات استثمارية، إضافة إلى الرسوم الجمركية وحرب غزة والعلاقات مع إيران.
وقد تم التطرق إلى هذه الزيارة في جلسة نقاشية أدارتها مؤسسة ميلكن، حيث استعرض المشاركون مختلف القضايا الاقتصادية التي تواجه المنطقة في ظل العلاقات المتشابكة بين الولايات المتحدة ودول الخليج. وأشار نايف الحجرف، رئيس مجلس إدارة شركة إدارة الأصول الرأسمالية والأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، إلى أن زيارة ترامب تمثل فرصة لتعزيز الفهم المتبادل بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة، وقال: “كلما زاد هذا النوع من المشاركة، كلما تمكنا من فهم بعضنا البعض بشكل أفضل، مما سيمكننا من معالجة المخاوف المشتركة بشكل أكثر فعالية”.
وأوضح الحجرف أنه رغم وجود “اختلافات دائمة” في السياسة، فإن الأجندة الاقتصادية والاستثمارية للزيارة يمكن تقييمها بطريقة أكثر موضوعية، قائلاً: “واحد زائد واحد يساوي اثنين، وأعتقد أن هذا ما يجب أن نركز عليه”.
وكان من المقرر أن يتبع زيارة ترامب إلى الرياض منتدى استثماري سعودي أمريكي في 13 مايو، يهدف إلى جمع مسؤولي القطاعين العام والخاص من كلا البلدين لمناقشة الاستثمارات في مجالات الطاقة والمعادن والخدمات المالية والذكاء الاصطناعي والتصنيع والرعاية الصحية. وأكد تشارلز حلاب، الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال السعودي الأمريكي، أن هذا المنتدى سيؤدي إلى نتائج ملموسة، قائلاً: “أعتقد حقاً أن أشياء ملموسة للغاية ستأتي من ذلك”.
في هذا السياق، أعلنت المملكة العربية السعودية عن التزامها باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدار الأربع سنوات المقبلة، بينما تعهدت الإمارات العربية المتحدة باستثمار 1.4 تريليون دولار في العقد المقبل، وهو ما يعكس التوجه الاستثماري الكبير في المنطقة.
ومع ذلك، تبقى قضايا الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول الخليج مثار قلق للمستثمرين. فقد أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الإمارات والسعودية وقطر. وعلى الرغم من أن بعض الاقتصاديين يعتقدون أن هذه الرسوم لن تؤثر بشكل مباشر على المنطقة، إلا أن هناك دعوات متزايدة من المستثمرين للحصول على مزيد من الوضوح بشأن الخطط الجمركية للرئيس الأمريكي.
شيف سرينيفاسان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أبوظبي للاستثمار، أشار إلى أن المستثمرين بحاجة إلى قدر أكبر من الوضوح حول هذه السياسات، قائلاً: “باعتبارنا مستثمرين، سوف نحتاج إلى مزيد من الوضوح لأننا نسمع الكثير من الرؤساء التنفيذيين يترددون”. وفي الوقت نفسه، أكد سرينيفاسان أن التقلبات في الأسواق لا ينبغي أن تُعتبر “شيئًا سيئًا”، مشيرًا إلى أن حالة عدم اليقين قد تفتح الفرص أمام المستثمرين للاستفادة منها.
بالتزامن مع هذه التحديات، يبقى الخليج مركزًا استثماريًا رئيسيًا بالنسبة للولايات المتحدة، ويبدو أن زيارة ترامب المقبلة ستكون محورًا حاسمًا لتحديد مسار التعاون الاقتصادي بين الطرفين في المرحلة المقبلة.