قيود واشنطن على تأشيرات H-1B قد تدفع نخبة المواهب العالمية نحو الخليج

by hayatnews
0 comment

تزامنًا مع إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جديدة على تأشيرات العمال الأجانب من نوع H-1B، تتوقع تقارير اقتصادية أن تتحول منطقة الخليج – وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية – إلى محطة جذب بديلة لأفضل المواهب العالمية، خصوصًا من الهند والصين.

ويشير محللون إلى أن بيئة الأعمال المرنة، والرواتب التنافسية، والتأشيرات طويلة الأمد التي تقدمها المنطقة قد تجعلها المستفيد الأكبر من القرار الأميركي.

وأعلن ترامب يوم الجمعة فرض رسوم بقيمة 100 ألف دولار على طلبات الحصول على تأشيرات H-1B الجديدة، وهي التأشيرات الأكثر اعتمادًا في قطاع التكنولوجيا الأميركي لتوظيف الكفاءات الأجنبية.

وقد أحدث القرار المذكور صدمة واسعة، وأدى إلى حالة من الفوضى:
بعض العاملين الهنود قرروا تعديل خطط سفرهم بشكل فوري.

شركات تكنولوجيا نصحت موظفيها بعدم مغادرة الأراضي الأميركية خشية عدم القدرة على العودة.

تقارير تحدثت عن ركاب هنود انسحبوا من رحلة متجهة من سان فرانسيسكو بعد الإعلان.

أسعار تذاكر العودة إلى الولايات المتحدة من الهند قفزت بشكل كبير قبيل دخول القرار حيز التنفيذ.

ورغم محاولة البيت الأبيض التوضيح لاحقًا بأن القرار يقتصر على الطلبات الجديدة، ويستثني حاملي التأشيرات الحاليين ومن يسعون إلى تجديدها، إلا أن حالة عدم اليقين دفعت الكثير من المواهب للتفكير بخيارات بديلة.

فرصة ذهبية للخليج

يرى خبراء أن هذه التطورات تمنح الخليج “نافذة استراتيجية” لجذب العقول التي تبحث عن بيئة مستقرة ومرنة.

يقول بغداد غراس، مؤسس شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي في دبي: “إن الرسوم الباهظة على تأشيرات H-1B ستضر بالشركات الناشئة الأميركية بشكل خاص، ما يزيد من احتمالية توجه هذه المواهب إلى الخليج، حيث الرواتب مجزية والأنظمة أكثر ترحيبًا”.

ويضيف أن هذه الديناميكية قد لا تقتصر على الأفراد فقط، بل قد تدفع بعض الشركات الأميركية الناشئة إلى فتح فروع أو مراكز إقليمية في الخليج، للاستفادة من بيئة الابتكار هناك.

الإمارات: منظومة متكاملة للمواهب

لطالما سعت الإمارات إلى تعزيز موقعها كوجهة عالمية للكفاءات، من خلال:

التأشيرة الذهبية: إقامة لمدة 10 سنوات للمهنيين والمستثمرين.

التأشيرة الزرقاء: خاصة بحماية البيئة والمساهمات الوطنية.

تأشيرات العمل الحر والعمل عن بُعد: تمنح مرونة كبيرة للمبدعين ورواد الأعمال.

كما أن غياب الضرائب على الدخل، وإمكانية تملك العقارات، يجعل من الإمارات وجهة جذابة ليس فقط للعمل، بل أيضًا للاستقرار طويل الأمد.

ويتوسع القطاع التكنولوجي بسرعة في الدولة، حيث تلعب شركات مثل G42، المدعومة من مبادلة وشركاء دوليين مثل مايكروسوفت، دورًا محوريًا في بناء بيئة ابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية.

السعودية: مشاريع عملاقة تبحث عن العقول

تمثل المملكة العربية السعودية بدورها فرصة ضخمة للمواهب الدولية، بفضل مشاريع “رؤية 2030” العملاقة مثل نيوم والقدية ومشاريع البحر الأحمر.

يقول عمر زكريا من شركة “روبرت والترز” للتوظيف: “السعودية تبحث عن مهارات محددة للغاية في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتطوير البنية التحتية، وهو ما يجعلها وجهة مغرية للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في دخول الولايات المتحدة”.

ويضيف أن حجم المشاريع العملاقة، إلى جانب خطط تنويع الاقتصاد، يفتح الباب أمام فرص وظيفية نوعية على مدى العقد القادم.

منافسة عالمية على العقول

التحولات في سياسات الهجرة الأميركية ليست الأولى من نوعها، لكنها تأتي في لحظة يتزايد فيها الطلب على الكفاءات الرقمية عالميًا.

الخليج، بتسهيلاته القانونية ومرونة التأشيرات، يبدو في موقع أفضل مقارنة بأوروبا أو شرق آسيا، حيث القوانين أكثر صرامة أو الضرائب أعلى.

ويشير فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في “سينشري فاينانشال”، إلى أن “الفرصة الحالية فريدة، إذ تتبنى دول الخليج معايير تنظيمية دولية وتستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، ما يجعلها بيئة مثالية لخلق علاقة تكافلية بين الحكومات والمواهب الأجنبية”.

You may also like

Leave a Comment