أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 130 شهيدًا، بينهم شهيدان انتُشلا من تحت الأنقاض، إضافة إلى 495 إصابة، في تصعيد دموي جديد ضمن العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر.
وبذلك، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 58,895 شهيدًا و140,980 إصابة، في وقت دخلت فيه الأوضاع الإنسانية والطبية مرحلة “غير مسبوقة من الانهيار”، بحسب بيانات الوزارة.
وقالت الوزارة إن الفترة الممتدة من 18 مارس 2025 وحتى اليوم وحدها شهدت سقوط 8,066 شهيدًا و28,939 إصابة، في واحدة من أكثر مراحل الحرب دموية، حيث تركزت الهجمات في مناطق الإيواء والمرافق المدنية.
شهداء لقمة العيش
أوضحت الوزارة أن ما لا يقل عن 31 شهيدًا و107 مصابين من ضحايا الساعات الأخيرة سقطوا خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، مشيرة إلى أن هؤلاء يضافون إلى حصيلة متصاعدة من ضحايا الحصار والجوع بلغت حتى الآن 922 شهيدًا وأكثر من 5,861 مصابًا ممّن يُطلق عليهم “شهداء لقمة العيش”.
وقالت الوزارة إن معظم هؤلاء قضوا بنيران إسرائيلية أثناء تجمهرهم قرب نقاط توزيع المساعدات، أو دهسًا تحت عجلات شاحنات الإغاثة في ظل الفوضى، أو بسبب الجوع والإعياء أثناء التجمّع في طوابير طويلة لساعات بلا حماية أو نظام.
انهيار الخدمات الصحية وتحذير من “الموت الجماعي”
وفي تحذير شديد اللهجة، أكد بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع “على أعتاب مرحلة الموت الجماعي، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق جميع المعابر منذ أكثر من 140 يومًا”.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال يمنع دخول الوقود، وحليب الأطفال، والمساعدات الإنسانية والطبية، في وقت بلغ فيه نقص الغذاء والدواء مرحلة الكارثة، ما دفع المنظمات الطبية إلى التحذير من تفشي المجاعات وعودة الأمراض الوبائية.
وحذر البيان من أن “ما يجري في غزة اليوم أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث، تتم ببطء ومنهجية عبر القتل المباشر أو التجويع، وسط تواطؤ دولي وصمت مطبق من المجتمع الدولي”.
دعوات عاجلة وتحذير من الانفجار
دعت وزارة الصحة المنظمات الأممية والدولية إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل وقف المجازر وفتح المعابر لإدخال الإمدادات المنقذة للحياة، مشيرة إلى أن المستشفيات تعمل “فوق طاقتها” وأن غرف العناية المركزة والعمليات تعاني من شلل شبه كامل.
وقالت الوزارة إن 1.1 مليون طفل في غزة يواجهون خطر المجاعة والموت البطيء، بينما يعيش أكثر من 2.4 مليون إنسان في ظروف حصار خانقة دون أدنى مقومات الحياة.
ومع تصاعد عدد الضحايا واستمرار الحصار، تتجه غزة إلى منعطف إنساني كارثي غير مسبوق، في ظل صمت دولي مريب وغياب أي حلول سياسية أو إنسانية عاجلة. ويخشى المراقبون من أن الأيام القادمة قد تشهد انهيارًا شاملاً لكل مظاهر الحياة في القطاع ما لم يتم كسر الحصار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.