بدأ خبراء حقوق الإنسان المستقلون التابعون للأمم المتحدة في التعبير عن قلقهم البالغ إزاء الموجة العالمية من الهجمات والأعمال الانتقامية والتجريم والعقوبات ضد الأفراد الذين يعبرون علنًا عن تضامنهم مع ضحايا الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين. وفي بيان صحفي أصدره الخبراء يوم الخميس، أشاروا إلى أن الدعوات لإنهاء العنف والهجمات في غزة أو وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، أو حتى الانتقادات لسياسات الحكومة الإسرائيلية وتصرفاتها، قد تم تشويهها بشكل مضلل في العديد من السياقات وتم تصنيفها على أنها دعم للإرهاب أو معاداة للسامية.
أكد الخبراء أن هذا التصنيف المضلل يقيد حرية التعبير، بما في ذلك التعبير الفني، ويخلق جوًا من الخوف يمنع المشاركة العامة. وأشاروا إلى أنهم لاحظوا تصاعدًا في خطاب الكراهية والتعصب تجاه أولئك الذين يدعمون إسرائيل أو يعبرون عن التعاطف مع المعاناة الإسرائيلية. وأضافوا أن هذا التصاعد يقيد مساحة وجهات النظر المعتدلة ويفتقر إلى التسامح والتعايش المشترك.
وقد حذر الخبراء أيضًا من استهداف الفنانين والصحفيين والنشطاء والرياضيين والأكاديميين، حيث يتعرضون لعقاب قاسٍ من الدول والجهات الفاعلة الخاصة بسبب الأدوار البارزة التي يلعبونها وظهورهم العلني. وأكد الخبراء أن للناس الحق في التعبير عن التضامن مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والمطالبة بالعدالة، سواء كانت هذه الأصوات مؤيدة لأحد الأطراف أو للجانبين.
وأشاروا إلى أنه تم استهداف العديد من الفنانين في جميع أنحاء العالم بسبب رسائلهم الفنية أو السياسية، حيث تم ممارسة الضغوط عليهم لتغيير مواضيع التعبير الفني، وتم تصنيفهم بشكل غير عادل كمثيرين للمشاكل أو غير مبالين بمعاناة إحدى الأطراف. وأشار الخبراء أيضًاأن هذه الممارسات تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، مثل حرية التعبير وحرية التجمع وحقوق الفنانين والصحفيين. ودعوا الدول والجهات الفاعلة إلى احترام هذه الحقوق وحماية المشاركة العامة والتعبير الفني.