قدمت شركة أمازون عرضًا في اللحظات الأخيرة للاستحواذ على تطبيق تيك توك الشهير بالكامل، مع اقتراب الموعد النهائي في أبريل لفصل التطبيق عن مالكه الصيني أو مواجهة حظر في الولايات المتحدة، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على العرض.
لكنّ عدة أطراف مشاركة في المحادثات لا تبدو أنها تأخذ عرض أمازون على محمل الجد، حسب ما أفادت به المصادر. وقد جاء العرض في رسالة موجهة إلى نائب الرئيس جي. دي. فانس ووزير التجارة هوارد لوتنيك، بحسب مصدر مطلع.
يسلط عرض أمازون الضوء على المناورات في اللحظات الأخيرة الجارية في واشنطن حول ملكية تيك توك. وكان صناع السياسات في كلا الحزبين قد أعربوا عن قلقهم العميق بشأن ملكية التطبيق الصينية، ومرروا قانونًا العام الماضي يفرض بيع تيك توك، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في يناير.
لكن الرئيس دونالد ترامب – الذي تعهّد مرارًا بحماية التطبيق رغم المخاوف الأمنية – أجّل تنفيذ القانون حتى يوم السبت المقبل، حتى بعد أن أيدته المحكمة العليا بالإجماع.
أمازون رفضت التعليق، ولم ترد تيك توك فورًا على طلب للتعليق.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب يوم الأربعاء مع كبار مسؤولي البيت الأبيض لمناقشة مصير تيك توك. وأفاد مطلعون على المحادثات أن هناك تصورًا لاتفاق محتمل قد يتضمن إدخال مجموعة من المستثمرين الأميركيين الجدد، من بينهم شركة “أوراكل” العملاقة في مجال التكنولوجيا، وشركة “بلاكستون” للاستثمار، دون اللجوء إلى بيع رسمي. لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الصيغة سترضي متطلبات القانون الفيدرالي.
تربط أمازون بعض العلاقات القائمة مع تيك توك. فالتطبيق، الذي يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، أصبح مركزًا رئيسيًا للتسوق عبر الإنترنت، حيث يوصي المؤثرون بمنتجات للمشاهدين. وبينما يملك تيك توك نظامه التجاري الخاص تحت اسم “TikTok Shop”، فإن العديد من المؤثرين يشجعون المتابعين على الشراء من أمازون، مما يمنحهم نسبة من الأرباح. كما أن أمازون قدمت بعض البنية التحتية التقنية للتطبيق.
وكانت أمازون قد حاولت في وقت سابق إنشاء نسخة مشابهة من تيك توك تحت اسم “Inspire” ضمن تطبيقها الخاص. ورغم أن المشروع حظي باهتمام داخلي كبير، إلا أنه فشل في جذب المستخدمين بشكل فعّال، وتمت إزالته من التطبيق هذا العام.
ليست أمازون أول شركة تجزئة تُبدي اهتمامًا بتطبيق تيك توك. ففي عام 2020، حين بدأت الضغوط لبيع التطبيق لملاك أميركيين، تقدمت مايكروسوفت وولمارت بعرض لشرائه.
لكن أمازون تُعدّ أبرز شركة تقدمت بعرض حتى الآن، خاصة في ظل اهتمام شخصيات مثل الملياردير فرانك مكورت، وجيسي تينسلي، مؤسس شركة Employer المتخصصة في خدمات الرواتب.
رغم ذلك، لا تزال شركة تيك توك تؤكد أنها ليست معروضة للبيع، جزئيًا – كما تقول – لأن الحكومة الصينية قد تعرقل أي صفقة بيع.
