منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو دورا ثانيا كمستشار مؤقت للأمن القومي، ورشح الرجل الذي سيحل محله، مايك والتز، سفيرا لدى الأمم المتحدة.
وتمثل هذه الخطوات أول تعديل وزاري في حكومة ترامب منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني، وتأتي بعد فضيحة تتعلق بالأمن القومي تتعلق بالتعامل غير السليم مع الخطط الأميركية لمهاجمة المتمردين الحوثيين في اليمن.
واختيار ترامب لروبيو ليحل محل السيد والتز مؤقتًا يعني أن هذه هي المرة الأولى منذ هنري كيسنجر في السبعينيات التي يعمل فيها نفس الشخص في وقت واحد كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي.
وقال ترامب في مناسبة أقيمت في البيت الأبيض مساء الخميس: “عندما أواجه مشكلة، أتصل بماركو. وهو من يحلها”.
كما أشاد بوالتز، قائلاً في برنامج “تروث سوشيال” إنه “عمل بجد لوضع مصالح أمتنا في المقام الأول. وأنا أعلم أنه سيفعل الشيء نفسه في منصبه الجديد”.
وقد أكمل ترامب هذا الأسبوع أول مئة يوم من ولايته. ويأتي رحيل والتز، إلى جانب نائبه أليكس وونغ، بعد أن أضاف مكتب والتز، عن غير قصد، صحفيًا إلى محادثة على تطبيق سيجنال، ناقش فيها مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى خططًا لضرب الحوثيين.
وبعد الحادثة، أعلن والتز مسؤوليته عن إنشاء المجموعة، وأصرّ على أنه لا يعرف الصحفي أو كيف انتهى به المطاف في الدردشة.
كما أظهرت دردشة سيجنال، التي نشرت مجلة ذا أتلانتيك محتوياتها غير الحساسة، وزير الدفاع بيت هيجسيث وهو يقدم قائمة بمواعيد الضربة.
وساند ترامب والتز، وأصرّ البيت الأبيض على عدم مشاركة أي معلومات سرية وعدم إلحاق أي ضرر بالمواطنين الأمريكيين.
وواجه والتز لاحقًا انتقادات إضافية إثر تقارير أفادت باستخدامه بريد جيميل لمناقشة شؤون حكومية.
وكان الرئيس قد رشح في السابق عضوة الكونغرس إليز ستيفانيك لتكون سفيرة لدى الأمم المتحدة، ولكن تم سحب ترشيحها بسبب قلق الجمهوريين من أن خروجها من الكونغرس، حيث يتمتع الحزب بأغلبية ضئيلة، من شأنه أن يضعهم في موقف ضعيف.
وقالت كارين هولت، أستاذة العلوم السياسية في مركز الإدارة العامة والسياسات في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، إن تعيين والتز يحل مشكلتين: فهو يملأ الفجوة التي نشأت بعد إزالة اسم ستيفانيك، ويزيل مصدر الانتقادات بشأن حادثة سيجنال.
وأضافت “في هذه الأثناء، طالما ظل الوزير روبيو وزيرا للخارجية ويعمل كمستشار للأمن القومي “بالنيابة”، فإن هذا من الناحية الفنية ليس خفضا في رتبته بل زيادة في قدرته على الوصول إلى الرئيس”.
وتابعت “أن المسؤولين العاملين غالبا ما يكونون أكثر استجابة للتوجيهات والمطالب الرئاسية، جزئيا من أجل الحفاظ على مناصبهم.”
وقد يشير نقل والتز إلى منصب مختلف إلى وجود خلافات داخل الإدارة. خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء، أشاد المسؤولون بإنجازات ترامب خلال الأيام المئة الأولى من ولايته، حيث كان كل رئيس وكالة يترأس فريقًا من الشخصيات المعروفة بحملة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”.
وظهر والتز في اجتماع مجلس الوزراء وأشاد بالرئيس، وقال إنه “شرف لي أن أخدمك في هذه الإدارة، وأعتقد أن العالم أصبح أفضل وأكثر أمانًا بفضل ذلك”.
وقال نائب الرئيس جيه دي فانس لقناة فوكس نيوز “أعتقد أن وسائل الإعلام تريد تصوير هذا على أنه فصل من العمل”، مشيرًا إلى أن والتز نفّذ الإصلاحات الموعودة في مجلس الأمن القومي. وأضاف: “لقد فصل دونالد ترامب الكثير من الأشخاص. ولا يمنحهم بعد ذلك تعيينات يُصادق عليها مجلس الشيوخ”.
ولكن في الأمم المتحدة، سوف يقوم والتز بتنفيذ التعليمات وليس تنسيق السياسات، حسبما قال برايان كاتوليس من معهد الشرق الأوسط في واشنطن.
في هذه الأثناء، بصفته وزيرًا للخارجية ومستشارًا للأمن القومي، ستكون على عاتق روبيو مهامٌ كثيرة. وهو أيضًا الرئيس المؤقت للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، التي قلّصت إدارة ترامب حجمها بشكل كبير في إطار إعادة النظر في استمرار المساعدات الخارجية.
لكن روبيو هُمّش بشكل غريب عندما يتعلق الأمر بملفات السياسة الخارجية الأكثر أهميةً وجاذبيةً، مثل حرب إسرائيل على غزة، والمفاوضات النووية الإيرانية، والصراع في أوكرانيا. وعوضًا عن ذلك، دأب المبعوث الخاص للبيت الأبيض، ستيف ويتكوف، على قيادة الوفود الأمريكية في المحادثات والمفاوضات.
وقال كاتوليس إن المؤهل الأكبر المطلوب للانضمام إلى إدارة ترامب هو أن يكون “حرباء، إذ أن الأمر لا يتعلق بوجود جوهر داخلي، بل يتعلق فقط بتغيير الشكل أو تغيير الألوان وفقًا لما يريده الرئيس الكبير: الولاء، الولاء، الولاء”.
وقد تميزت الفترة الأولى لترامب باضطرابات كبيرة حيث تغير أربعة مستشارين للأمن القومي وأربعة رؤساء لموظفي البيت الأبيض ووزيرين للخارجية. واستغل الديمقراطيون هذه الفرصة وزعموا أن ترامب عرضة للفوضى وعدم الكفاءة.
