ترامب يخطط لتعيين المسؤولين في عطلة الكونغرس لتجنب المعارضين

by hayatnews
0 comment

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يخطط لتعيين المسؤولين في عطلة الكونغرس لتجنب المعارضين لاختياراته.

وأبرزت الصحيفة أن الدستور الأميركي يقيد سلطة الرئيس في تعيين المسؤولين من خلال منح مجلس الشيوخ سلطة الموافقة على المرشحين أو رفضهم.

وكما كتب ألكسندر هاملتون في “الفيدرالي رقم 76”، فإن هذا النظام يضع “ضوابط ممتازة على روح المحاباة لدى الرئيس، ويساهم بشكل كبير في منع تعيين شخصيات غير مؤهلة”.

وإذا تم ترشيح مات غايتس لمنصب المدعي العام، فمن المؤكد أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين سيفكرون مليًا قبل التصويت عليه. لهذا السبب، يبدو أن ترامب يسعى لتجاوز هذه العقبة.

لأن المؤسسين الأميركيين كانوا يسافرون إلى العاصمة الوطنية عبر الخيول، فقد منحوا الرئيس سلطة “ملء جميع الشواغر التي تحدث أثناء عطلة مجلس الشيوخ”.

وهذه التعيينات مؤقتة ولكن يمكن أن تستمر لمدة عامين تقريبًا. الهدف من ذلك كان ضمان عدم ترك الرئيس دون فريق عمل كافٍ. ووفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس، فإن مجلس الشيوخ كان يجتمع أقل من نصف العام في المتوسط حتى بداية القرن العشرين.

يبدو أن ترامب يريد تحويل هذا الاستثناء إلى قاعدة عامة لتعيين مرشحيه. ففي منشور على منصة “تروث سوشيال”، كتب: “نحتاج إلى ملء المناصب فورًا!” مما يشير إلى نيته الضغط على مجلس الشيوخ للدخول في عطلة حتى يتمكن من تعيين مات غايتس كمدعٍ عام وربما حتى نهاية 2026 دون الحاجة إلى جلسات استماع أو تصويت.

وهذا المخطط يتعارض مع الدستور ويقوض أحد الأسس التي وضعها المؤسسون لضمان التوازن بين السلطات. إذا نجح ترامب في هذا، فإن أي رئيس ديمقراطي مستقبلي قد يستخدم نفس الوسيلة لتمرير مرشحين متطرفين. وإذا تم الطعن في هذا الإجراء، فقد يصل الأمر إلى المحكمة العليا.

في عصر الطائرات والهواتف المحمولة، وصف القاضي أنطونين سكاليا الغرض الأصلي من التعيينات المؤقتة بأنه “قديم”. رؤساء سابقون استخدموا هذه السلطة لتجاوز عقبات مجلس الشيوخ في حالات محددة.

على سبيل المثال، عندما عين الرئيس جورج بوش الابن جون بولتون سفيرًا لدى الأمم المتحدة عام 2005، أوضح أن مجلس الشيوخ عقد جلسات استماع شاملة وحصل بولتون على دعم الأغلبية، لكن الديمقراطيين منعوا التصويت النهائي.

ولن يواجه ترامب مثل هذه العقبات في العام المقبل، حيث يسيطر الجمهوريون بشكل قوي على مجلس الشيوخ، ولم تعد هناك حاجة إلى أغلبية 60 صوتًا لتمرير الترشيحات. معظم مرشحي ترامب الحاليين من الشخصيات الكفؤة والمعتدلة، ومن المتوقع أن تتم الموافقة عليهم بسهولة.

وتتمثل العادة الحالية في عقد جلسات شكلية لمجلس الشيوخ كل بضعة أيام خلال العطلات لمنع استخدام الرئيس لسلطته في التعيينات المؤقتة. أيدت المحكمة العليا هذا الإجراء في قضية NLRB ضد نويل كانينغ عام 2014. لكن ترامب قد يحاول الضغط على الجمهوريين لدعمه.

السيناتور جون ثون، الذي تم انتخابه كقائد للأغلبية الجمهورية، يواجه اختبارًا مبكرًا بشأن موقفه من هذه القضية. قال ثون إنه مستعد للعمل بالطريقة التقليدية و”تحمل العناء”، مما يشير إلى أنه يدرك خطورة مخطط ترامب.

وتمثل محاولات ترامب لاستغلال التعيينات المؤقتة تهديدًا للدستور وللنظام الديمقراطي الأميركي. على الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بقيادة ثون، الوقوف بحزم لحماية المبادئ الدستورية ومنع تحول هذه السلطة إلى وسيلة للالتفاف على النظام الديمقراطي.

You may also like

Leave a Comment