تراجع فرص عقد لقاء ترامب وبوتين في بودابست

by hayatnews
0 comment

تتراجع احتمالات عقد لقاء قريب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست، في ظل تصريحات روسية تشير إلى عدم التوصل بعد إلى أي اتفاق على مستوى كبار الدبلوماسيين، وفقًا لما أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف.

وأعلنت إدارة ترامب الأسبوع الماضي أن الرئيسين أجريا مكالمة هاتفية مطولة وصفها ترامب بأنها حققت “تقدمًا كبيرًا”، وأنهما اتفقا على الاجتماع في بودابست مع جولة أولى من المحادثات تشمل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

ومع ذلك، أوضح ريابكوف أن لقاء روبيو ولافروف نفسه لم يُحدد بعد، مشيرًا إلى أن اجتماع كبار الدبلوماسيين يحتاج إلى مزيد من التحضيرات. وأضاف: “من المستحيل تأجيل شيء لم يتم الاتفاق عليه”، في إشارة إلى أن أي خطوات ملموسة ما زالت بعيدة.

تأتي هذه التطورات في وقت يترقب فيه العالم إمكانية أن يستخدم ترامب الزخم الناتج عن اتفاق السلام في الشرق الأوسط لتعزيز دوره الوسيط في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.

إلا أن تصريحات موسكو الأخيرة توضح أن أي لقاء مباشر بين الرئيسين لن يحدث في المستقبل القريب، وأن العديد من القضايا التنظيمية واللوجستية والدبلوماسية ما زالت بحاجة إلى ترتيب دقيق قبل التوصل إلى اتفاق مبدئي.

وأثارت القمة المقترحة في بودابست ردود فعل متباينة داخل أوروبا. فقد رحب بها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان واصفًا إياها بأنها “أنباء عظيمة للشعوب المحبة للسلام”.

بينما أبدت عواصم أوروبية أخرى تحفظاتها، حيث أعلنت بعض الدول أنها ستغلق مجالها الجوي أمام بوتين، نظرًا لتورطه في حرب أوكرانيا ومذكرة الاعتقال الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال وزير الخارجية الليتواني كيستوتيس بودريس: “أوروبا لا مكان فيها لمجرمي الحرب. لا يوجد طريق عبر أوروبا لمجرمي الحرب لحضور أي فعاليات”، في إشارة واضحة إلى رفض الدول الأوروبية السماح لبوتين بالتحرك بحرية داخل أراضيها رغم الترتيبات المحتملة في بودابست.

وتجدر الإشارة إلى أن المجر انسحبت من المحكمة الجنائية الدولية هذا العام، ما سمح لها بتعهد بعدم تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة ضد بوتين. هذا القرار يجعل من بودابست حالة استثنائية في أوروبا، حيث يمكن أن يُستقبل بوتين دون مخاطر قانونية داخلية، وهو ما أثار انتقادات واسعة من دول الاتحاد الأوروبي.

إجمالًا، تؤكد التطورات الأخيرة أن القمة بين ترامب وبوتين، رغم الإعلان عنها إعلاميًا، ما زالت بعيدة عن التطبيق العملي، وأن هناك عقبات لوجستية وسياسية وقانونية تحول دون انعقادها في المستقبل القريب.

كما تعكس هذه التأجيلات التباينات داخل أوروبا بشأن كيفية التعامل مع روسيا وفلاديمير بوتين، وتبرز التحديات التي تواجه أي مبادرات وساطة دولية بشأن الحرب في أوكرانيا.

ويشير السيناريو الحالي إلى أن أي لقاء محتمل سيحتاج إلى وقت إضافي للتحضير، مع تسوية الترتيبات الأمنية والقانونية والتنسيق بين الأطراف الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا، قبل أن تتحقق أي خطوة ملموسة على الأرض.

وحتى ذلك الحين، ستظل فكرة عقد اجتماع ترامب وبوتين في بودابست محدودة بالتصريحات الإعلامية والمفاوضات الأولية، دون أي جدول زمني واضح للقاء مباشر.

You may also like

Leave a Comment