بريطانيا تعيّن دبلوماسية بارزة لرئاسة بعثتها لدى الاتحاد الأوروبي

by hayatnews
0 comment

تستعد الحكومة البريطانية لتغيير مهم في بعثتها الدبلوماسية لدى الاتحاد الأوروبي، مع تعيين كارولين ويلسون، السفيرة السابقة لدى الصين، رئيسة لبعثة المملكة المتحدة في بروكسل ابتداءً من خريف عام 2026، وفقًا لمصادر مطلعة على الترتيبات.

وستخلف ويلسون الدبلوماسي المخضرم ليندسي كرويسديل-آبلبي، الذي يقود بعثة بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2021، ومن المتوقع أن يغادر منصبه في أواخر صيف أو خريف 2026. كرويسديل-آبلبي ارتبط اسمه بمرحلة البريكست، حيث كان نائبًا لرئيس المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست في محادثات عام 2020، كما شغل سابقًا مناصب قيادية في وزارة الخارجية بين 2015 و2020.

خبرة أوروبية عميقة

تملك كارولين ويلسون سجلًا واسعًا في العمل المتعلق بالاتحاد الأوروبي. فقد عملت بين عامي 2000 و2004 في البعثة البريطانية السابقة لدى الاتحاد الأوروبي، ثم شغلت منصب مدير الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية خلال المرحلة الأولى من محادثات خروج بريطانيا بين 2016 و2019. كما تولت منصبًا في سكرتارية أوروبا بمكتب مجلس الوزراء بين عامي 2006 و2008.

إلى جانب خبرتها العملية، درست ويلسون القانون الأوروبي في جامعة بروكسل الحرة الناطقة بالفرنسية، حيث حصلت على درجة الماجستير. وهي تتحدث عدة لغات، منها الفرنسية والألمانية والروسية، إضافة إلى إتقانها اللغة الصينية.

مسيرة دولية بارزة

شغلت ويلسون منصب سفيرة بريطانيا لدى الصين منذ عام 2020 وحتى مغادرتها مؤخرًا، وأعلنت آنذاك أنها “ستنتقل إلى منصب آخر في السلك الدبلوماسي”. اختيارها لرئاسة بعثة لندن في بروكسل يُعد عودة إلى ساحة خبرتها الأولى، في وقت تشهد فيه العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي نقاشًا سياسيًا حساسًا، مع استمرار الجدل الداخلي في بريطانيا حول مستقبل العلاقة مع أوروبا.

دور بعثة UKMis

تُعرف بعثة بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبي اليوم باسم UKMis، وقد أنشئت بعد مغادرة المملكة المتحدة للتكتل الأوروبي لتحل محل الممثلية الدائمة السابقة. وعلى الرغم من فقدانها المقعد الرسمي على طاولة مؤسسات الاتحاد، فإن البعثة ما تزال تلعب دورًا محوريًا في التواصل مع بروكسل وشرح المصالح البريطانية وتزويد لندن بالتقارير والتحليلات السياسية.

وبسبب حساسية الملف الأوروبي، فإن عمل UKMis لا ينحصر في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية، بل يتداخل بشكل وثيق مع مكتب مجلس الوزراء ووزير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، نيك توماس سيموندز، وكذلك مع وزير أوروبا في وزارة الخارجية، ستيفن دوتي.

دلالات التعيين

يأتي هذا التغيير في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن غالبية البريطانيين باتوا يفضلون العودة إلى الاتحاد الأوروبي، ما يعكس تحولًا في المزاج الشعبي بعد سنوات من البريكست. ويُنظر إلى تعيين ويلسون باعتباره رسالة سياسية حول رغبة لندن في إعادة صياغة علاقتها مع بروكسل عبر دبلوماسية أكثر مهنية وعمقًا.

وبفضل خبرتها في التفاوض الأوروبي وخلفيتها الأكاديمية واللغوية، يُتوقع أن تكون ويلسون خيارًا قادرًا على تعزيز موقع بريطانيا في بروكسل، حتى في ظل غيابها عن الطاولة الرسمية لصنع القرار الأوروبي.

You may also like

Leave a Comment