الولايات المتحدة وإيران تحرزان تقدماً في الجولة الخامسة من المحادثات النووية في روما

by hayatnews
0 comment

أعلنت الولايات المتحدة، عن إحراز تقدم في الجولة الخامسة من المحادثات التي تركز على البرنامج النووي الإيراني، وذلك في اجتماع استمر لساعتين في العاصمة الإيطالية روما، وسط أجواء وصفتها واشنطن بالبناءة، على الرغم من استمرار وجود خلافات عدة بين الطرفين.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية إن المحادثات، التي كانت مزيجًا من اللقاءات المباشرة وغير المباشرة، شهدت “مزيدًا من التقدم، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به”. وأضاف أن الطرفين اتفقا على عقد جولة جديدة من المحادثات في المستقبل القريب.

دور الوساطة العمانية
استضافت سفارة سلطنة عمان في روما هذه الجولة من المحادثات، حيث تلعب سلطنة عمان دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران في مفاوضات معقدة تمتد على مدى سنوات. وأشار وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، إلى أن المحادثات شهدت “بعض التقدم، لكنه ليس حاسما”، معربًا عن أمله في “توضيح القضايا العالقة في الأيام المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف”.

مواقف إيران والتحديات الرئيسية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد انتهاء المحادثات، إن الوسيط العماني قدم اقتراحات لتجاوز العقبات التي تعترض التقدم، وإن وفدي البلدين سيناقشان هذه الاقتراحات مع حكومتيهما قبل استئناف المحادثات.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن عراقجي قوله: “الآن لدينا تفاهم أفضل وأوضح لمواقفنا مع الجانب الأمريكي، وكلا الجانبين يأخذان المقترحات والأفكار التي طرحاها إلى عواصمهما لمزيد من المراجعة”.

غير أن خلافًا رئيسيًا ما زال قائمًا حول تخصيب اليورانيوم. تسعى واشنطن إلى اتفاق يوقف فيه إيران التخصيب بشكل دائم، فيما تؤكد طهران حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. وحذر عراقجي من أنه “لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا أصرت الولايات المتحدة على إنهاء برنامج التخصيب”.

في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” قبل السفر إلى روما، قال عراقجي: “تحديد الطريق إلى الاتفاق ليس بالأمر الصعب: صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق. صفر تخصيب = ليس لدينا اتفاق”.

وترفض إيران كذلك طلبًا أمريكيًا بنقل مخزوناتها من اليورانيوم المخصب إلى الخارج، وهو أحد المطالب التي أثارت جدلاً كبيرًا.

الجانب الأمريكي والتوقعات
ضم الوفد الأمريكي كلًا من ستيف ويتكوف، المستشار الكبير والمبعوث الخاص للشرق الأوسط، ومايكل أنطون، مدير تخطيط السياسات. وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس ثقتها في إمكانية إحراز تقدم جاد في المحادثات، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، إن “الجولة الخامسة لم تكن لتُعقد لو لم نعتقد بوجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق”.

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا “اتفاقًا محتملاً مع إيران، يعتقد الرئيس أنه يسير في الاتجاه الصحيح”.

في المقابل، أظهرت تقارير هذا الأسبوع استعداد إسرائيل لشن هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات، فيما حذر عراقجي من تحميل طهران الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم إسرائيلي محتمل على بنيتها التحتية النووية.

سياق تاريخي وتقني
كانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات صارمة على إيران، ما دفع الأخيرة إلى زيادة تخصيب اليورانيوم، مخالفة بنود الاتفاق.

ينص الاتفاق الموقع عام 2015 على تحديد تخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة لا تتجاوز 3.67% لمدة 15 عامًا. لكن في فبراير الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران وصلت إلى تخصيب بنسبة 60%، ما يقترب من مستوى 90% المطلوب لصنع أسلحة نووية.

وفي جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية ماركو روبيو: “لا يمكن لإيران أن تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم، لأن ذلك يجعلها في نهاية المطاف قوة نووية على عتبة النجاح”.

استمرار المفاوضات وسط تحديات معقدة
رغم التقدم الذي تحقق في الجولة الخامسة، إلا أن استمرار الخلافات الجوهرية، لا سيما حول ملف تخصيب اليورانيوم، يعكس صعوبة التوصل إلى اتفاق نهائي قريب. المحادثات ستستأنف في الأسابيع المقبلة وسط ضغط دولي متزايد لمنع إيران من تطوير سلاح نووي يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.

يظل الموقف الإيراني متمسكًا ببرنامجه النووي السلمي ورفضه أي قيود تقيد حقوقه الوطنية، بينما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها على ضمان عدم امتلاك إيران لقدرات عسكرية نووية.

You may also like

Leave a Comment