قالت مصادر سياسية مطلعة إن المجلس القيادي لحركة “حماس” أصدر قراراً يقضي بوقف الظهور الإعلامي للقيادي في الحركة محمد نزال، وذلك عقب سلسلة من تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعاً داخل صفوف الحركة وخارجها، وأوجدت تباينات واضحة مع الموقف الرسمي لحماس بشأن عدد من القضايا الحساسة.
وبحسب المصادر، فإن قرار التجميد الإعلامي جاء بعد تقييم داخلي خلص إلى أن تصريحات نزال الأخيرة “تجاوزت حدود التفويض الإعلامي الممنوح له، وأسهمت في خلق التباس وتفسيرات غير دقيقة حول السياسات الثابتة للحركة، خصوصاً في ظل الظرف بالغ الحساسية الذي يعيشه قطاع غزة”.
وأبرزت المصادر أن ما نُسب إلى نزال من مواقف إعلامية “لم يعكس الإطار الجماعي لصنع القرار داخل الحركة”، وأن بعض التصريحات فُسّرت على أنها تتقاطع مع حملات سياسية وإعلامية تستهدف حماس في ذروة الحرب، الأمر الذي دفع المجلس القيادي إلى التدخل لإعادة ضبط الخطاب الإعلامي وتوحيد الرسائل السياسية.
وبالتوازي مع القرار الداخلي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة انتقادات واسعة تجاه نزال، اعتبرتها مصادر داخل الحركة انعكاساً للغضب الشعبي من خروج الخطاب عن سياق اللحظة، في وقت يواجه فيه الفلسطينيون واحدة من أكثر مراحل العدوان قسوة.
وانتقد ناشطون ما وصفوه بانشغال نزال بـ”ملاحقة منشورات وتعليقات افتراضية وكأنّه يعيش عقلية الناشط الفيسبوكي، لا قيادي في حركة مقاومة تتعرض لأعنف حصار وحرب”.
انتقادات واسعة ضد محمد نزال على مواقع التواصل الاجتماعي
وفي الأيام الماضية، تعرض نزال لهجمات حادة بعد عدد من التصريحات حملت ناقضات مع خط الحركة الرسمي وخلقت “إرباكاً في بيئة إعلامية وسياسية معقدة، وفي توقيت يتطلب أعلى درجات الانضباط وتوحيد الخطاب”.
كما أن نزال أثار سلسلة انتقادات داخل الأوساط القيادية والإعلامية في حماس خلال اليومين الماضيين بعد تسرب أنباء عن تقديمه شكوى قضائية لدى الأمن القطري ضد أحد نشطاء حماس في قطر على خلفية انتقاده عبر تويتر.
ويرى متابعون للشأن الفلسطيني أن قرار حماس ضد نزال يعكس محاولة داخلية لإغلاق أي ثغرات قد تستغلها جهات معادية، ولتأكيد أن الموقف السياسي والإعلامي للحركة يُصاغ ضمن مؤسساتها القيادية، وليس عبر اجتهادات فردية.
وتؤكد المصادر ذاتها أن الأولوية الآن داخل الحركة تتركز على “تثبيت صمود غزة، وإدارة الملفات السياسية والعسكرية الملحّة، بعيداً عن السجالات الجانبية التي لا تخدم المصلحة الوطنية”.
وبحسب ما تسرب من داخل الحركة، فإن قيادة حماس تتجه لإعادة هيكلة آليات الخطاب الإعلامي في المرحلة القادمة، بما يضمن انسجاماً أكبر بين المتحدثين، وتفادياً لأي “رسائل شاردة” قد تُستغل في سياق الضغط السياسي على المقاومة.