بعد عامين من النزاع المسلح في السودان، يواجه المدنيون تحديا صامتا ولكنه فتاك وهو الذخائر غير المنفجرة التي تهدد سلامة النازحين العائدين إلى ديارهم.
ودعا صديق راشد رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في السودان، الأطراف المتحاربة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم في تطهير البلاد من هذه الذخائر وحماية أرواح المدنيين.
و أوضح صديق راشد أن المناطق التي كانت في السابق آمنة أصبحت الآن ملوثة بشكل عشوائي بالذخائر غير المنفجرة، بما فيها العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة.
وأشار إلى أن هذه الأسلحة، غير المصممة للاستخدام في المناطق المأهولة بالسكان، تشكل خطرا دائما على المدنيين العائدين إلى ديارهم وعلى العاملين في المجال الإنساني.
أمثلة مأساوية تجسد الخطر
وقد تجسدت هذه المخاوف بالفعل في حوادث مأساوية، حيث لقي طفل مصرعه وأصيب آخرون بسبب انفجار ذخائر غير منفجرة. وفي ولاية النيل الأزرق، قُتلت ثلاث نساء نازحات في انفجار مماثل. وفي كادقلي، تسبب لغم أرضي جلبه طفل إلى المدرسة في وقوع إصابات.
وفي شهر كانون الثاني/يناير وحده، وردت تقارير عن وقوع 24 قتيلا وجريحا، بما في ذلك تفجير حافلة ركاب مدنية بلغم مضاد للدبابات في منطقة شندي، شمال السودان، مما أسفر عن مقتل 10 مدنيين كانوا على متنها.
ووصف راشد الحادث بأنه مروع للغاية، مؤكدا أن “هذه المنطقة التي ورد منها تقرير الحادث لم تكن ملوثة قبل الحرب”.
وأعرب راشد عن قلقه بشأن احتمال تزايد هذه المخاطر في الفترة المقبلة: “إنه لأمر مقلق للغاية أن الذخائر غير المنفجرة، والتي يمكن أن ينفجر الكثير منها بأدنى لمسة أو حركة، ستكون موجودة في المنازل وفي الساحات، بعضها سيكون مرئيا وبعضها غير مرئي، وبعضها سيكون مختلطا بالأنقاض. الخوف من ذلك سيزداد مع عودة الناس والبدء في تنظيف منازلهم وتجهيزها للإقامة والعيش فيها. أعتقد أن الخطر كبير للغاية ومرتفع للغاية”.
ومن الحقائق المثبتة جيدا، وفقا لراشد “أنه عندما تحدث الصراعات وتستخدم الأسلحة الثقيلة، فإنها جميعا تقريبا تخلف وراءها ذخائر غير منفجرة خطيرة للغاية”.
وذكر أن الذخائر والأسلحة المستخدمة حاليا ليست مصممة للمناطق المأهولة بالسكان. لذلك، تنتشر الذخائر غير المنفجرة بشكل عشوائي في المناطق السكنية وعلى الطرق وفي المستشفيات، وكل هذه البنية التحتية الحيوية.
وأشار إلى بعض الإحصائيات بناء على مصادر مفتوحة، تفيد بأن إجمالي عدد الحوادث المرتبطة بالمعارك يُقدر بأكثر من 7,000 حدث قتالي منذ اندلاع الحرب.