الإمارات تمارس ضغوطًا على البرلمان الأوروبي لإلغاء ذكر دورها في حرب السودان

by hayatnews
0 comment

قالت مصادر صحفية، إن الإمارات العربية المتحدة بدأت حملة ضغط واسعة على أعضاء البرلمان الأوروبي لضمان عدم الإشارة إلى مشاركتها في الحرب الدائرة في السودان، وذلك خلال مناقشة قرار يدعو إلى إنهاء النزاع، وفق ما ذكرت صحيفة “بوليتيكو” يوم الخميس 28 نوفمبر 2025.

وأوضحت الصحيفة أن جهود الضغط قادتها وزيرة الدولة الإماراتية لانا نسيبة، التي زارت ستراسبورغ للقاء رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا وعدد من أعضاء البرلمان من أحزاب مختلفة.

وشملت الاجتماعات محاولة التأثير على صياغة القرار النهائي بحيث لا يذكر الدور الإماراتي في تزويد قوات الدعم السريع السودانية بالأسلحة أو الدعم اللوجستي.

وجاءت هذه الحملة على خلفية اتهامات متعددة وجهتها منظمات حقوقية وحكومات دولية للإمارات، تتعلق بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة متطورة خلال حصارها واستيلائها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وأكدت تقارير منظمة العفو الدولية في مايو/أيار 2025، وكذلك مصادر استخباراتية أميركية في أكتوبر/تشرين الأول، أن الإمارات أرسلت أسلحة صينية إلى هذه القوات، التي اتهمت بارتكاب فظائع جماعية، بما في ذلك القتل والاغتصاب والتطهير العرقي.

وعلى الرغم من الدعوات لزيادة المساءلة، لم يتضمن القرار النهائي أي إشارة صريحة إلى دور الإمارات، واكتفى بالحديث العام عن “الممولين والممكنين الخارجيين” دون تحديدهم.

وذكرت يورونيوز أن التعديلات التي كانت تقترح إدراج ذكر الإمارات رفضتها الأغلبية من أعضاء البرلمان الأوروبي المنتمين لأحزاب المحافظين والإصلاحيين واليمين الأوروبي، في حين دعم اليساريون هذه التعديلات.

ويشدد القرار الأوروبي المعتمد على إدانة “القتل الجماعي والفظائع الجماعية” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع أثناء الاستيلاء على الفاشر، ويدعو إلى فرض عقوبات على المتورطين الخارجيين في الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، لكنه لم يسمي أي دولة أو جهة بعينها.

وقال السفير الإماراتي في الاتحاد الأوروبي، نسيبة، عقب التصويت إن بلاده “ترحب بالقرار وتؤكد التزامها الثابت بدعم جميع المساعي الرامية إلى معالجة هذه الحرب الأهلية الكارثية”.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار تقارير صحفية وميدانية حول استخدام الإمارات لطرق إمداد عبر الصومال وليبيا وتشاد لتزويد قوات الدعم السريع، إلى جانب تقارير عن تورطها في شراء ولوجستيات الحروب الرمادية في المنطقة.

وفي أبريل/نيسان 2025، اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بالتواطؤ في إبادة جماعية في دعوى رفعت أمام محكمة العدل الدولية.

وقال الفريق أول ياسر العطا من القوات المسلحة السودانية، التي تقاتل قوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، إن “العالم صامت إزاء كل ما فعلته قوات الدعم السريع في السودان، وهذا الصمت تم شراؤه بقوة أموال الإمارات”، مشيرًا إلى استمرار الدعم الخارجي لهذه القوات رغم الدعوات الدولية لوقف الانتهاكات.

ويعكس القرار الأوروبي النهائي، برغم إدانته للفظائع، نجاح حملة الضغط الإماراتية في تجنب الإشارة المباشرة لدورها في النزاع، ما أثار انتقادات واسعة من قبل نشطاء حقوق الإنسان الذين دعوا إلى مزيد من الشفافية والمساءلة الدولية.

You may also like

Leave a Comment