أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اليوم أنّ موظفيها العاملين في الأردن تعرضا لهجمات مستمرة باستخدام برمجيّة تجسّس ومراقبة متطوّرة. وقد بدأت هذه الهجمات، التي تنتهك حقوق الخصوصيّة، في تشرين الأول/أكتوبر 2022، ونجحت في اختراق هاتفهم الجوّال لفترة قصيرة.
ووفقًا لتقرير نشرته منظمة “أكسس ناو” في 18 يناير/كانون الثاني 2024، استُخدمت نفس البرمجيّة أيضًا لاستهداف أجهزة ما لا يقل عن 33 صحفيًا وناشطًا وسياسيًا أردنيًا أو مقيمًا في الأردن بين عامي 2019 و2023. وكانت البرمجيّة المستخدمة هي برمجيّة “بيغاسوس”، والتي تسببت في اختراق أجهزتهم مرارًا وتكرارًا. ومع ذلك، لم يتمكّن التحقيق من تحديد الحكومة التي نفّذت هذه الهجمات.
وعلّقت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، على هذه الهجمات، قائلة: “إن استهداف العديد من النشطاء والصحفيين الذين يعملون في الأردن يعكس الحاجة الملحّة لحماية الخصوصيّة وحقوق الإنسان الرقميّة. فالحكومات ستستمر في سوء استخدام تكنولوجيا المراقبة دون أي رادع أو مساءلة، إلا إذا تم وضع معايير وأنظمة عالمية لحماية حقوق الإنسان في العصر الرقمي”.
وفيما يتعلق بتفاصيل استهداف موظفي “هيومن رايتس ووتش”، تعرّض هاتف آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدير مكتب المنظمة في الأردن، للاختراق باستخدام برمجيّة “بيغاسوس” في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2022، واستمر الاختراق حتى الثالث من نفس الشهر. وتلقّى كوغل إخطارًا من شركة “آبل” في آذار/مارس 2023 بأنّ هجمات تستهدف جهزازه تمت على هاتفه. وبالإضافة إلى ذلك، تعرض هاتف موظف آخر في المنظمة للاختراق أيضًا في نفس الفترة.
تعد برمجية “بيغاسوس” واحدة من البرامج الخبيثة المتطورة التي تستخدم في الاختراق والتجسس على الهواتف الذكية. تم تطويرها بواسطة شركة إسرائيلية تدعى NSO Group، وتباع هذه البرمجية للحكومات لاستخدامها في أغراض الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. ومن المعروف أنها تستهدف عادة النشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.