أكد القائمون على تنظيم معرض دبي للطيران 2025 أن الشركات الإسرائيلية لن تشارك في الدورة المقبلة من الحدث المقرر انعقاده الشهر المقبل في دولة الإمارات، في قرار هو الأول من نوعه منذ توقيع اتفاقيات التطبيع عام 2020.
وقال تيم هاوس المدير العام في «إنفورما»، خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن الشركات الإسرائيلية «لن تشارك» هذا العام، مشيرًا إلى أن المعرض يستعد لاستقبال نحو 98 دولة و20 جناحًا وطنيًا في أكبر نسخة بتاريخ الحدث.
وكانت صحف عبرية قد نقلت في سبتمبر/أيلول أن الإمارات أبلغت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بأن صناعات الدفاع الإسرائيلية ممنوعة من المشاركة في فعالية كبرى بدبي، مع الإشارة رسميًا إلى «اعتبارات أمنية»، فيما عزت مصادر إسرائيلية الخطوة إلى غارة استهدفت قيادات من حماس في الدوحة وما تبعها من توتر دبلوماسي.
وقد أكدت جهات إسرائيلية لاحقًا أن المنع يشمل معرض دبي للطيران نفسه.
كما أفادت بلومبيرغ خلال الشهر ذاته بأن شركات السلاح الإسرائيلية مُنعت من العرض في دبي على وقع الغضب الإقليمي من حرب غزة، في مؤشر إلى أن الإطار العام كان يتجه نحو تقليص الوجود الصناعي الإسرائيلي في معارض المنطقة قبل صدور التأكيد الرسمي اليوم.
سابقة منذ التطبيع… وتحوّل في خريطة المعارض
يمثل القرار أول استبعاد إماراتي علني للاعبين إسرائيليين من أحد أكبر معارضها الدولية منذ 2020. ويأتي بعد سنة متوترة لصناعة الدفاع الإسرائيلية على منصات المعارض العالمية.
ففي يونيو/حزيران أُغلقت أجنحة أربع شركات رئيسية (إلبِت، رافائيل، الصناعات الجوية الإسرائيلية، ويوفيجن) في معرض باريس للطيران بأمر من السلطات الفرنسية على خلفية نزاع حول معروضات «هجومية». هذا السياق يُبرز كيف أصبحت المشاركة الإسرائيلية في معارض كبرى ساحة انعكاس للضغوط السياسية المرتبطة بحرب غزة.
في المقابل، سبق أن عادت الشركات الإسرائيلية للظهور في معرض سنغافورة للطيران 2024 بعد غيابها عن نسخة دبي السابقة، ما يعكس عدم اتساق عالمي في استقبالها تبعًا للحسابات السياسية في كل ساحة.
ماذا يعني غياب إسرائيل عن «دبي للطيران»؟
يوجّه الاستبعاد إشارة واضحة بأن البيئة التنظيمية في الخليج آخذة في تقييد منصة الترويج الدفاعي الإسرائيلية على خلفية الحرب في غزة والتوترات الإقليمية (ومنها ملف الدوحة)، حتى إن كانت الدوافع المُعلنة «أمنية».
كما أن للقرار انعكاسات تجارية، إذ يُعد «دبي للطيران» من أكبر أسواق اللقاءات بين المورّدين والعملاء في الطيران المدني والعسكري.
الغياب يحرم الشركات الإسرائيلية من قنوات مبيعات وشراكات محتملة في منطقة تشهد سباق تحديث أساطيل ودفاعات جوية.
وفي ظل وجود 20 جناحًا وطنيًا، قد تستفيد شركات من أوروبا وأمريكا وآسيا من فراغ العرض الإسرائيلي في الأجنحة الدفاعية، لا سيما وأن المعرض أصبح منصّة لعقود بمليارات الدولارات.
وأوضح المنظمون أن نسخة 2025 ستكون الأكبر تاريخيًا لناحية عدد الدول وحجم الأجنحة، ما يعزز موقع دبي كمنصة عالمية للطيران التجاري والعسكري والفضاء.
ورغم عدم الخوض في تفاصيل أسباب الاستبعاد، جاء التأكيد المباشر بعد أسابيع من تقارير عبرية تحدثت عن المنع، ما يضفي طابعًا نهائيًا على وضع المشاركة الإسرائيلية قبل أسابيع من انطلاق الحدث.
ويرجّح أن يُقرأ القرار في إسرائيل كجزء من تآكل تدريجي لمكاسب التطبيع على المستوى الصناعي-الدفاعي، خصوصًا بعد هزة باريس ومحدودية الحضور في فعاليات أخرى.
أما خليجيًا، فقد يُنظر إليه كإجراء احترازي أمني يوازن بين ضرورات تنظيم حدث ضخم وبين تداعيات الحرب وتوتراتها على الساحة الإقليمية.
وفي كلتا الحالتين، يكرّس الإعلان سياسة «خفض البصمة الإسرائيلية» في معارض حساسة خلال المدى القريب.