اندلعت اشتباكات جديدة بين جماعات مسلحة متنافسة في طرابلس مساء الأربعاء على الرغم من الهدنة التي أُعلن عنها قبل ساعات، مما دفع إلى تنظيم احتجاج يطالب باستقالة الحكومة.
واندلعت اشتباكات عنيفة يوم الاثنين، أنهت ثلاث سنوات من الهدوء النسبي في العاصمة الليبية ، بعد مقتل زعيم الميليشيا البارز عبد الغني الككلي ، المعروف أيضا باسم غنيوة.
وبحسب مصادر محلية اندلعت اشتباكات بين قوة الردع واللواء 444 في مناطق رئيسية بالمدينة، بما في ذلك الميناء.
وهدأت حدة القتال مع الساعات الأولى من صباح الخميس، وفقًا لتقارير تلفزيونية حيث فتحت بعض المخابز أبوابها، بينما ظلت المدارس مغلقة.
ولم يتم الإعلان عن أعداد الضحايا، لكن الهلال الأحمر الليبي قال إنه انتشل جثة من أحد الشوارع الرئيسية في طرابلس.
واندلعت الاحتجاجات مع تدفق مئات المتظاهرين الغاضبين إلى ساحة الجزائر في قلب العاصمة، مطالبين ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية بالاستقالة.
وشهدت مناطق مثل سوق الجمعة والهضبة مظاهرات، حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب باستقالة الحكومة وانسحاب جميع الجماعات المسلحة من المناطق السكنية وإشراف الجهات المختصة على مؤسسات الدولة.
وندد المتظاهرون بثقافة الإفلات من العقاب وغياب رؤية سياسية لإنهاء انقسام البلاد التي لا تزال منقسمة بين حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، بقيادة رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، وإدارة منافسة في الشرق.
ويسيطر اللواء 444 على أجزاء من جنوب طرابلس، وهو متحالف مع الدبيبة. أما الردع، فيسيطر على مناطق شرق العاصمة، ويسيطر على العديد من مرافق الدولة الرئيسية.
وقال مصدر بوزارة الداخلية إن أعمال العنف امتدت إلى جنوب وغرب طرابلس، في الوقت الذي استقدمت فيه قوات الردع تعزيزات لقتال الكتيبة 444.
وأعربت سفارات ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا مساء الأربعاء عن “قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة في طرابلس”، وحثت “السلطات على اتخاذ كل التدابير لحماية المدنيين” في بيان.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها “تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في الأحياء المكتظة بالسكان في طرابلس”.
ودعت في بيان إلى “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في جميع المناطق، والسماح بممرات آمنة لإجلاء المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع المكثف”.