تواصل إسرائيل شن غارات جوية جديدة على سوريا وسط توترات مع الدروز فيما وصفه الحكام الجدد للبلاد بأنه “تصعيد خطير”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن إسرائيل ضربت أهدافا عسكرية في أنحاء سوريا في “أعنف” قصف حتى الآن هذا العام.
وذكرت وكالة سانا للأنباء أن طائرات إسرائيلية شنت غارات قرب دمشق وفي الغرب وفي اللاذقية وحماة وكذلك في درعا في الجنوب.
وبحسب الوكالة، قُتل مدني في حرستا قرب دمشق، وجُرح أربعة آخرون قرب حماة.
وجاءت موجة الغارات الأخيرة بعد ساعات من استهداف إسرائيل منطقة قرب القصر الرئاسي السوري.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس إن الهجوم كان يهدف إلى إرسال “رسالة” إلى الحكومة السورية الناشئة ضد نشر القوات جنوب دمشق.
وقالوا أيضا إن الهجوم كان يهدف إلى ردع التهديدات ضد الأقلية الدرزية في البلاد، والتي تزعم إسرائيل أنها ملتزمة “بحمايتها” من الهجمات.
اندلعت اشتباكات دامية الأسبوع الماضي بين مقاتلين موالين للحكومة ومسلحين دروز محليين، ما أسفر عن مقتل العشرات جنوب دمشق.
وكانت التوترات ناجمة جزئيا عن مقطع صوتي تم فضحه الآن لرجل دين درزي يزعم أنه أهان النبي محمد.
ومنذ أن أطاح المتمردون بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، صعدت إسرائيل هجماتها في مختلف أنحاء سوريا، بما في ذلك عشرات الغارات الجوية وتوغل بري كبير.
وأطلق القادة الإسرائيليون مراراً وتكراراً تهديدات ضد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع.
وفي خضم الاضطرابات، شنت إسرائيل غارات بطائرات بدون طيار يوم الأربعاء استهدفت الريف المحيط بالعاصمة السورية وأصدرت المزيد من التهديدات بشن هجمات، مدعية أنها كانت تتصرف دفاعا عن المدنيين الدروز.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس أركانه إيال زامير أصدر تعليماته للقوات بالاستعداد لشن ضربات ضد “أهداف في سوريا” إذا استمرت أعمال العنف ضد الطائفة الدرزية.
تاريخيا، حافظ الدروز في سوريا على مسافة ما من الدولة المركزية، حتى قبل وصول أسرة الأسد والحكومة الجديدة اليوم.
ويعيشون بشكل أساسي في السويداء، وهي أقصى محافظة في جنوب البلاد على طول الحدود مع الأردن، وكذلك في ضواحي دمشق إلى الشمال.
واتهمت تركيا، التي تعتبر أقرب حليف لدمشق، إسرائيل بمحاولة إشعال المزيد من الاضطرابات في المنطقة.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين يوم الأربعاء إن الهجمات الإسرائيلية استفزاز غير مقبول وأنه سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجها لوجه لأنهما “يفهمان بعضهما البعض” فيما يتعلق بالسياسات في سوريا.
وأضاف “في القضايا التي نفكر فيها بشكل مختلف، فإن بحثنا عن حل وسط على أساس معقول سيستمر بالتأكيد”، مشيدا باتصالاتهما السابقة ووصفها بأنها “صادقة ومثمرة وودية”.
منذ أشهر، تمارس إسرائيل ضغوطا على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة وغير مركزية، وفي يوم الثلاثاء تعهد وزير المالية الإسرائيلي بيزاليل سموتريتش بأن الحرب على غزة لن تنتهي إلا عندما يتم تهجير “مئات الآلاف” من الفلسطينيين قسرا وتقطيع أوصال سوريا.