جددت الأمم المتحدة التأكيد على أن الغزو الروسي لأوكرانيا يشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ودعت روسيا إلى وقف عدوانها على أوكرانيا ووضع حد لإراقة الدماء.
وقد استأنفت الجمعية العامة، دورتها الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة، التي افتتحتها في 28 شباط/فبراير 2022 والمخصصة لبحث الغزو الروسي لأوكرانيا.
تأتي جلسة اليوم في الجمعية العامة تزامنا مع مرور عام على نشوب الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.
متحدثا في افتتاح الاجتماع، دعا رئيس الجمعية العامة تشابا كوروشي إلى أن يكون هذا المعلم- والمعاناة التي عاشها الملايين خلال العام الماضي- بمثابة تذكير لنا جميعا بأن الحلول العسكرية لن تنهي هذه الحرب.
ودعا طرفي النزاع والمجتمع الدولي إلى إعادة الالتزام بقيم ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
وقال رئيس الجمعية العامة إن الحرب المستمرة منذ عام خلقت يأسا وأحدثت نزوحا ودمارا وموتا على نطاق لم تشهده أوروبا منذ عقود، مشيرا إلى أن حجم الخسارة الناجمة عنها هائلة وعصية على الفهم.
وأضاف “قتل عشرون ألف مدني والعديد من الجنود – بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الجرحى. تفرق ثمانية ملايين لاجئ في جميع أنحاء أوروبا وخارجها؛ نزح ستة ملايين داخليا – غالبيتهم من النساء والأطفال، وتشتت العائلات، والتي غالبا لا تعرف مصير أحبائها”.
وقال السيد كوروشي إن الاستهداف المنهجي للبنية التحتية المدنية ترك ملايين الأوكرانيين بلا كهرباء أو ماء أو تدفئة في خضم الشتاء، محذرا من أن استهداف البنية التحتية المدنية يمثل انتهاكا مباشرا للقانون الإنساني الدولي.
من ناحية أخرى، حذر رئيس الجمعية العامة من أن خطر اندلاع الحرب النووية لا يزال يلوح في الأفق، وكذلك مخاطر وقوع حادث نووي، مشددا على أن هذا التهديد لا يقبله الضمير، لما له من تداعيات عالمية كارثية محتملة.
وقال “لا يمكن الانتصار في الحرب النووية ولا ينبغي خوضها على الإطلاق. أعرب عن دعمي القوي للعمل المهم الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان السلامة والأمن النوويين في أوكرانيا. وأؤكد على الحاجة الملحة لإعادة الالتزام بنزع السلاح العالمي ونظام عدم انتشار الأسلحة النووية”.
وأرسل رسالة إلى قادة وشعب الاتحاد الروسي مفادها أن روسيا كانت ولا تزال عضوا بارزا في مجتمع الأمم، مشيرا إلى أن بقية أعضاء هذا المجتمع في انتظار عودة روسيا إلى مسار صنع السلام والحفاظ عليه، للمساهمة في الاستقرار والازدهار المشتركين.
بدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه يعد بمثابة إهانة لضميرنا الجماعي، مشيرا إلى أن مرور عام على هذا الغزو يمثل معلما قاتما لشعب أوكرانيا وللمجتمع الدولي.
وقال “إنه يشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. ويلقي بعواقب إنسانية وخيمة على حقوق الإنسان. ولهذه الحرب تأثير ملموس يتجاوز حدود أوكرانيا”.
وكرر الأمين العام ما ظل يقوله منذ اليوم الأول لبدء الغزو الروسي بأن هجوم روسيا على أوكرانيا يتحدى المبادئ والقيم الأساسية لنظامنا متعدد الأطراف، مؤكدا أن ميثاق الأمم المتحدة واضح لا لبس فيه: “يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة”.