انتهت الدورة الحادية والعشرين من منتدى الإعلام العربي في دبي يوم الأربعاء، وقد شهد هذا الحدث تجمع الشخصيات الإعلامية البارزة والوزراء ورؤساء المؤسسات الإعلامية العربية والدولية المحلية، إلى جانب الفكريين والكتاب، لمناقشة مستقبل الصناعة الإعلامية في المنطقة.
تمتد المنتديات الإعلامية العربية على مدار السنوات العشرين الماضية، وقد أصبحت هذه الفعاليات منصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات ومناقشة قضايا الاعلام وتحدياته في عصر التكنولوجيا والتغييرات السريعة. وتعد دبي، بوصفها مدينة عالمية للإعلام، المكان المثالي لاستضافة هذا الحدث وتعزيز دور الإمارات كوجهة رائدة في صناعة الإعلام بالمنطقة.
تناول المنتدى محاور رئيسية تتعلق بتأثير التكنولوجيا والابتكار، حيث تم استعراض أهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في وسائل الإعلام. تم تسليط الضوء على كيفية يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات الإنتاج والتوزيع الإعلامي وتخصيص المحتوى وتحسين تجربة المستخدم. ومع ذلك، أثيرت أيضًا مخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في انتشار الأخبار الزائفة وتأثيره على مصداقية الإعلام.
واستضاف المنتدى أيضًا جلسات حوارية حول دور السينما والدراما في صناعة القوة الناعمة والتأثير الثقافي. تمت مناقشة قوة السينما والدراما في تشكيل الرؤى والتصورات العامة للثقافة والمجتمعات. وتم تسليط الضوء على دور صناعة الترفيه في تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز العلاقات الثقافية بين الدول.
أبرزت الشيخة لطيفة بنت محمد آل مكتوم، رئيسة اللجنة المنظمة للمنتدى، أهمية الثقافة في المجتمع وتأثيرها على التنمية الشاملة. وأكدت على أن الثقافة تعزز التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب وتسهم في تعزيز الابتكار والإبداع في قطاع الإعلام.
من جانبه، تحدث عنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، عن أهمية إيجاد أرضية مشتركة في المنطقة من أجل التعايش السلمي. أشار إلى أن الاستقرار هو الركيزة الأولى، وأنه يجب تهدئة المنطقة وتجنب التركيز على الخلافات. كما أكد أن التعاون الاقتصادي يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاستقرار وتحقيق التقدم المشترك.
ناقش وزير الإعلام البحريني، رمضان عبد الله النعيمي، ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، كرم جبر، الاختلافات بين الإعلام العربي والإعلام في الغرب. أكد النعيمي أن كل بلد لديه مجموعة مختلفة من القوانين والأخلاق والثقافة، وأن العرب يعيشون وفقًا لقيمهم الخاصة وليس قيم الغرب. وأشار إلى أهمية تعزيز الهوية العربية والحفاظ على التراث والقيم الثقافية في وسائل الإعلام.
يعتقد غالبية الحضور وأعضاء اللجان بفوائد الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات بطريقة فعالة من حيث التكلفة والوقت. فقد تم استعراض كيفية يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات الإنتاج الإعلامي وتحسين تجربة المستخدم وتخصيص المحتوى والتسويق الاستهداف. ومع ذلك، حذر بعض الصحفيين من خطر انتشار الأخبار الكاذبة غير المتحققة وتأثيرها المحتمل على فقدان الوظائف في قطاع الإعلام. تمت مناقشة أهمية التدقيق الصحفي والتحقق من الحقائق قبل نشر الأخبار.