تكثف الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة جهودها لتأمين الدعم الإنساني في السودان وسط توقعات بنزوح أكثر من 800 ألف شخص من السودان.
وقد وزعت منظمة الصحة العالمية الوقود على بعض المستشفيات في السودان، كما تعمل على تفريغ ست حاويات من الإمدادات الطبية التي وصلت عن طريق السفن إلى بورتسودان على البحر الأحمر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن شحنات الإمدادات تشمل المواد اللازمة لعلاج الإصابات الرضحية وسوء التغذية الحاد الوخيم.
وذكر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يدعم الشركاء على الأرض بالرعاية الصحية المنقذة للحياة وإمدادات الولادة الآمنة.
وأضاف أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تخطط، بالتشاور مع الحكومات والشركاء، لاستقبال أكثر من 800 ألف شخص قد يفرون من القتال في السودان إلى الدول السبع المجاورة.
وقال دوجاريك إن مزيدا من الأشخاص سيُجبرون على الفرار بحثا عن الأمان والمساعدة الإنسانية إذا لم يتم حل الأزمة بشكل عاجل.
وأكدت أحدث الأرقام الصادرة عن فرق الأمم المتحدة على الأرض أن 73 ألف شخص قد وصلوا إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك اللاجئون السودانيون والعائدون من لاجئي الدول الأخرى أيضا وخاصة لاجئي جنوب السودان.
وعين الأمين العام للأمم المتحدة كلمنتين نكويتا سلامي، من الكاميرون، نائبة لممثله الخاص في السودان. وستصبح أيضا منسقة مقيمة للأمم المتحدة ومنسقة للشؤون الإنسانية في السودان خلفا للسيدة كاردياتا لو نديا، من السنغال، التي أعرب الأمين العام عن امتنانه لتفانيها في العمل.
وفيما تدفع الأزمة في السودان الملايين إلى هوة الجوع، أعلن برنامج الأغذية العالمي الرفع الفوري للتعليق المؤقت لعملياته في السودان الذي اُضطر إليه بعد مقتل ثلاثة من موظفيه هناك في الخامس عشر من نيسان/أبريل.
وذكرت سيندي ماكين المديرة التنفيذية للبرنامج، في بيان صحفي صدر اليوم، أن توزيع الغذاء من المتوقع أن يبدأ خلال الأيام المقبلة في ولايات القضارف والجزيرة وكسلا والنيل الأبيض لتقديم المساعدات المنقذة للحياة للمحتاجين إليها بشدة.
وأشارت ماكين إلى أن الوضع الأمني مازال خطرا. وقالت إن برنامج الأغذية العالمي يدرس المواقع التي يتم فيها ضمان الوصول الإنساني، مع مراعاة الاعتبارات الأمنية وتلك المتعلقة بالقدرات وإمكانية الوصول إلى المحتاجين.
وأكدت أن البرنامج سيتوخى أقصى درجات الحرص لضمان سلامة موظفيه وشركائه فيما يسارع بالوفاء بالاحتياجات المتزايدة لأكثر المستضعفين.
وقالت ماكين إن توقف القتال هو أفضل سبيل لحماية الشعب السوداني والعاملين في المجال الإنساني. وأضافت أن أكثر من 15 مليون شخص في السودان كانوا يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي قبل الصراع، ورجحت زيادة هذا العدد بشكل كبير مع استمرار القتال.
وأضافت إن الحاجة تشتد، في أوقات مثل هذه، لعمل برنامج الأغذية العالمي وشركائه.