فون دير لاين لترامب: الديمقراطية الأوروبية ليست ساحة تدخّل

by hayatnews
0 comment

وجّهت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، رسالة حازمة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أن الديمقراطية الأوروبية “ليست مجالاً لتدخل أي طرف خارجي”، وذلك في أعقاب الانتقادات اللاذعة التي وجهها ترامب للقارة الأوروبية خلال الأيام الماضية.

وقالت فون دير لاين، خلال مقابلة في حفل POLITICO 28 في بروكسل، إن “اختيار القادة شأن يخص الشعوب وحدها… هذه سيادة الناخبين ويجب حمايتها”، في رد مباشر على تصريحاته الأخيرة التي اعتبرت الأولى من نوعها من رئيس أمريكي تجاه مؤسسات أوروبا وانتخاباتها.

وكان ترامب قد صعّد من لهجته تجاه أوروبا في مقابلة بثها موقع بوليتيكو، واصفاً القارة بأنها “مجموعة متداعية” من الدول بقيادات “ضعيفة” و”عاجزة عن اتخاذ قرارات سليمة”. وذهب أبعد من ذلك حين قال: “أوروبا لا تعرف ماذا تفعل”.

ورغم الانتقادات الواسعة، أعلنت بوليتيكو أن ترامب هو الشخصية الأكثر تأثيراً في تشكيل سياسات الاتحاد الأوروبي لعام 2026، واضعةً إياه على رأس قائمتها السنوية P28، في إشارة إلى حجم تأثيره غير المباشر على السياسات الأوروبية رغم التوتر السياسي.

وقد تصاعد التوتر بعد نشر استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة، التي أثارت عاصفة داخل المؤسسات الأوروبية.

وتتحدث الوثيقة عن “محو حضاري” يهدد أوروبا خلال العشرين عامًا القادمة، وهي رواية تبناها اليمين المتطرف الأوروبي وحلفاء موسكو، وخاصة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

كما انتقدت الوثيقة محاولات الاتحاد الأوروبي الحد من تمدد أقصى اليمين، ووصفتها بأنها “رقابة سياسية”، في اتهام وُصف في بروكسل بأنه “تدخل غير مسبوق في النظام السياسي الأوروبي”.

وقالت فون دير لاين إن هذه التطورات تؤكد الحاجة إلى “درع الديمقراطية”، وهي مبادرة أوروبية جديدة تهدف لتعزيز الحماية الإلكترونية ضد التدخلات الخارجية، خاصة في الحملات الانتخابية.

ورغم الانتقادات المباشرة، حاولت رئيسة المفوضية تهدئة التوتر، مؤكدة أنها “لطالما تمتعت بعلاقة عمل ممتازة مع رؤساء الولايات المتحدة”، مضيفة: “هذا هو الحال أيضًا اليوم”.

لكنها شددت على ضرورة أن يركز الاتحاد الأوروبي على قدراته الذاتية: “علينا أن ننظر إلى نقاط قوتنا ونتعامل مع تحدياتنا بثقة. فالأهم هو أوروبا موحدة وقادرة على الدفاع عن نفسها”.

وأضافت وسط تصفيق الحضور: “لقد تغيرت علاقتنا بالولايات المتحدة لأننا نحن أنفسنا تغيرنا. وعلينا أن نعرف موقعنا ونفخر به.”

وكان الهجوم الذي شنه ترامب وجد صدى داخل أجزاء من اليمين المتطرف في أوروبا، لكنه أثار أيضًا قلقًا عميقًا بين مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين رأوا فيه محاولة لصياغة رواية سياسية داخلية في أوروبا من خلال واشنطن.

وتأكيد فون دير لاين على سيادة القرار الأوروبي يأتي في لحظة سياسية حساسة، حيث تستعد القارة لعام انتخابي معقد قد يشهد صعودًا إضافيًا لليمين المتطرف، فضلًا عن استمرار الضغوط الجيوسياسية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي وقت تشير فيه الوثيقة الأمريكية إلى استعداد واشنطن لتحدي المسار الأوروبي السياسي والاجتماعي، تبدو بروكسل مصممة على إرسال رسالة مضادة: الديمقراطية الأوروبية خط أحمر، وصناعة القرار الأوروبي شأن داخلي لا يقبل التدخل.

You may also like

Leave a Comment