يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين في باريس، في خطوة وصفها مسؤولون فرنسيون بأنها جزء من “أسبوع محوري للدبلوماسية” يهدف إلى دفع جهود إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن المحادثات ستركز على “شروط السلام العادل والدائم”، استناداً إلى نتائج محادثات جنيف والخطة الأمريكية، وبالتشاور الوثيق مع الشركاء الأوروبيين.
كما ستتضمن المباحثات مراجعة ما تم إنجازه بشأن الضمانات الأمنية في إطار تحالف 35 دولة داعمة لأوكرانيا، المعروف باسم “تحالف الراغبين”.
وتأتي هذه الخطوة في سياق دبلوماسي حساس حيث تواجه أوكرانيا ضغوطاً كبيرة من الولايات المتحدة للموافقة على خطة السلام مع روسيا، بينما يبقى الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير خارج المفاوضات المباشرة بين واشنطن وكييف.
وأكدت كايا كالاس، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قبل اجتماع وزراء دفاع الاتحاد في بروكسل، أن الأسبوع الحالي سيكون حاسماً للمفاوضات، مشددة على أهمية تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة التحديات الروسية المستمرة.
وقالت كالاس: “من الواضح أن روسيا لا تريد السلام، لذلك من الضروري جعل أوكرانيا قوية قدر الإمكان خلال هذه المرحلة الصعبة”.
وأضافت أن غياب المفاوضين الأوروبيين عن الاجتماعات الأمريكية الأخيرة كان مثار قلق، مشيرة إلى أن وجود الأوروبيين كان سيمنح الوفد الأوكراني قوة أكبر في المفاوضات.
وفي العاصمة الأمريكية ميامي، جرت محادثات يوم الأحد بين وفد أوكراني ومسؤولين أمريكيين كبار، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف.
وأكد روبيو أن المحادثات كانت مثمرة، لكنه أشار إلى الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، مع استعداد ويتكوف للسفر إلى موسكو الأسبوع المقبل لاستكمال المفاوضات مع المسؤولين الروس.
وتعمل باريس وحلفاؤها الأوروبيون على تقديم الدعم لزيلينسكي في ظل استمرار الحرب، حيث ركزت الاجتماعات على ضمان سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها وتعزيز قوة الجيش الأوكراني.
وأعلن وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز أن بلاده ستساهم بمبلغ 250 مليون يورو في مبادرة الناتو لشراء أسلحة وذخيرة لأوكرانيا من الولايات المتحدة، مؤكداً أهمية توريد صواريخ دفاع جوي وطائرات إف-16 وذخائر دقيقة التوجيه لدعم أوكرانيا في مواجهة الهجمات اليومية على البنية التحتية والقطاع المدني.
وفي سياق متصل، تصاعد الجدل في الاتحاد الأوروبي حول استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل تعويضات بقيمة 161 مليار دولار لأوكرانيا، حيث أعربت بلجيكا عن مخاوفها من تبعات قانونية محتملة، فيما دعا مسؤولون سويديون إلى ضرورة استخدام هذه الأموال لدعم كييف.
وتأتي زيارة زيلينسكي بعد أسبوعين فقط من توقيعه صفقة مع فرنسا لشراء ما يصل إلى 100 طائرة رافال، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وطائرات بدون طيار وذخائر دقيقة التوجيه، في خطوة تعكس استمرار الدعم العسكري الفرنسي لأوكرانيا.
وفي تصريح صحفي، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الرئيس الأوكراني بأنه “بطل”، مشيراً إلى أن قضايا الفساد المتعلقة بكبير مفاوضي زيلينسكي أندريه يرماك يجب أن تعالج من قبل المؤسسات المختصة دون التدخل في مسار محادثات السلام، مؤكداً أن السلام ممكن إذا تخلّى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن محاولاته لإعادة فرض السيطرة على أوكرانيا.
وتأتي هذه المحادثات وسط جهود أوروبية وأمريكية متواصلة لإيجاد حل سياسي مستدام للنزاع، يضمن سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية، ويضع حدًا للهجمات الروسية المستمرة، في أسبوع يُتوقع أن يشهد تطورات حاسمة على صعيد الدبلوماسية الدولية.