مقاتلو قوات الدعم السريع يوثقون مجازر بحق المدنيين في الفاشر وسط تصاعد الأزمة الإنسانية

by hayatnews
0 comment

منذ اقتحام قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر شمال دارفور صباح الأحد الماضي، أصبح نحو 260 ألف سوداني محاصرين داخل المدينة، معرضين لخطر مباشر نتيجة الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها هذه القوات شبه العسكرية، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية ودولية.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، وُجهت اتهامات متكررة لمقاتلي قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر جماعية وانتهاكات واسعة في مناطق دارفور المختلفة، بما في ذلك أعمال تُصنف ضمن جرائم الإبادة الجماعية. ومع الهجوم الأخير على الفاشر، تظهر مشاهد مشابهة على نطاق واسع، مع تسجيل انتهاكات جديدة ضد المدنيين والمعتقلين.

قامت مؤسسة “ميدل إيست آي” بمراجعة عشرات مقاطع الفيديو والصور التي يُزعم أنها التقطت في الفاشر منذ بداية الهجوم، بعضها نشرته قوات الدعم السريع نفسها، وبعضها الآخر انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا مجموعات التليجرام السودانية. وتظهر اللقطات مشاهد فوضوية ودموية، وأكدت التحقيقات أن اللهجة العربية المستخدمة من قبل المقاتلين هي لهجة دارفورية، فيما يتطابق لباسهم مع زي قوات الدعم السريع.

أظهرت مقاطع الفيديو قيام مقاتلي قوات الدعم السريع بمطاردة المدنيين الفارين في الحقول المحيطة بالفاشر، وعمليات اعتقال تعسفية تلاها قتل مباشر لعدد من الأسرى. في مقطع صارخ، يبدو قائد القوات المدعو “أبو لولو”، وهو الاسم الحركي للعميد الفاتح عبد الله إدريس، وهو يوجه مسدسه نحو المعتقلين قبل إطلاق النار عليهم، فيما سجل مقطع آخر إطلاق النار على رجال محتجزين أثناء محاولتهم الفرار.

كما أظهرت المشاهد تدمير الممتلكات ونهب أمتعة المدنيين، ووقوف المقاتلين فوق الجثث والتفاخر بأعمالهم. وأكدت مقاطع أخرى استخدام المركبات والشاحنات الصغيرة لمطاردة الفارين، مع إطلاق نار عشوائي على المدنيين، وتصوير الانتهاكات بشكل يبدو مقصودًا للتوثيق والانتشار على وسائل التواصل.

من الجدير بالذكر أن الهجوم على الفاشر جاء بعد سيطرة قوات الدعم السريع على حامية الفرقة السادسة للمشاة، مقر القيادة العسكرية السودانية بالمدينة، ما أتاح لهم حرية الحركة وسيطرة شبه كاملة على المناطق الرئيسية. وبالرغم من البيانات الرسمية التي نشرتها قوات الدعم السريع، والتي دعت المدنيين للعودة إلى منازلهم وادعت عدم المساس بممتلكاتهم، إلا أن الفيديوهات المصورة على الأرض تكشف الانتهاكات بشكل واضح.

تتزامن هذه الأحداث مع أزمة إنسانية متفاقمة في دارفور، حيث أصبح المدنيون محاصرين داخل المدينة أو مضطرين للفرار سيرًا على الأقدام وسط تهديد مباشر من المقاتلين. وفقًا لتقارير أولية من القوات المشتركة، وهي تحالف فصائل متمردة تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، قتل ما لا يقل عن 2000 مدني منذ بدء الهجوم، فيما تظل آلاف الحالات غير مؤكدة بسبب انقطاع الاتصالات لفترات طويلة.

الجدير بالذكر أن قوات الدعم السريع، التي تنحدر جذورها من ميليشيات الجنجويد التي ارتكبت إبادة جماعية في دارفور قبل عشرين عامًا، تواجه اتهامات متكررة باستهداف المدنيين والاعتداء الجنسي والنهب طوال الحرب الحالية. ورغم نفي الدعم الخارجي المباشر، تشير تقارير متعددة إلى استمرار تزويد القوات شبه العسكرية بالأسلحة والمرتزقة من الإمارات العربية المتحدة، ما يزيد من خطورة الوضع ويعقد أي جهود لوقف النزاع.

وتشير التحليلات إلى أن الهجوم على الفاشر جاء بعد انهيار محادثات وقف إطلاق النار في واشنطن، ما أدى إلى تصعيد سريع في القتال وانتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين. كما تظهر مقاطع الفيديو أن السواتر الترابية والخنادق المحيطة بالمدينة استُخدمت لتطويق المدنيين وإجبارهم على الخضوع أو الموت، وهو ما يعكس تخطيطًا ممنهجًا لاستخدام القوة ضد السكان المدنيين.

You may also like

Leave a Comment