إسرائيل تتهم رئيس الوزراء الإسباني بالتحريض على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في مدريد

by hayatnews
0 comment

تصاعدت حدة التوتر بين إسبانيا وإسرائيل إلى مستوى غير مسبوق، بعدما اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالتحريض المباشر على الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل التي شهدتها العاصمة مدريد وأدت إلى تعطيل المرحلة النهائية من سباق “طواف إسبانيا” للدراجات.

ففي منشور على منصة X، كتب ساعر أن سانشيز “حرّض الحشود المؤيدة للفلسطينيين”، مضيفًا أن “الحدث الرياضي الذي كان دائمًا مصدر فخر لإسبانيا أُلغي بسبب الحكومة التي أصبحت عارًا على البلاد”.

واتهم ساعر سانشيز بتأجيج المظاهرات بعد أيام فقط من خطاب مثير للجدل ألقاه رئيس الوزراء الإسباني في 8 سبتمبر، أشار فيه إلى أن مدريد “لا تملك قنابل نووية أو حاملات طائرات لوقف الهجوم الإسرائيلي”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف مقتل المدنيين في غزة.

كما صعّد ساعر هجومه على الحكومة الإسبانية، متهمًا إياها بـ”معاداة السامية” واستخدام خطاب “عدائي معادٍ لإسرائيل” للتغطية على فضائح فساد داخلية.

موقف مدريد

رئيس الوزراء الإسباني لم يُخفِ دعمه للاحتجاجات. ففي تجمع للحزب الاشتراكي في مالقة، قال: “كل الاحترام للرياضيين… وإعجابنا بالشعب الإسباني الذي يحشد من أجل قضايا عادلة، كقضية فلسطين”.

كما كتبت نائبة رئيس الوزراء يولاندا دياز، التي منعتها السلطات الإسرائيلية مؤخرًا من دخول إسرائيل، على منصة بلو سكاي: “المجتمع الإسباني لا يتسامح مع تطبيع الإبادة الجماعية في غزة في الفعاليات الرياضية والثقافية. إسرائيل لا تستطيع المشاركة في أي فعالية”.

وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس قد أبدى في وقت سابق تفهّمه لمطالب المتظاهرين، مشيرًا إلى أن مشاركة فريق “إسرائيل-بريمير تيك” في السباق تثير استياءً واسعًا، لكنه أوضح أن الحكومة “ليست صاحبة القرار” بشأن إقصاء الفريق.

احتجاجات غير مسبوقة

الاحتجاجات التي رافقت “طواف إسبانيا” هذا العام لم تكن معزولة، إذ قطع المتظاهرون المسار أكثر من مرة خلال مراحل السباق، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة.

في بلباو الأسبوع الماضي، اضطر المنظمون لإلغاء نتائج إحدى المراحل بعد تعطيل المسار. أما في مدريد، فقد قُدّر عدد المحتجين بأكثر من 100 ألف شخص في شوارع وسط العاصمة.

وبحسب المندوب الحكومي في مدريد، فرانسيسكو مارتن، تم اعتقال شخصين على الأقل، بينما أصيب 22 شرطيًا في اشتباكات مع المتظاهرين.

انقسام داخلي في إسبانيا

الموقف الإسباني الرسمي، الداعم بقوة لفلسطين، عمّق الانقسام الداخلي.

قادة اليسار الحاكم رحبوا بالاحتجاجات واعتبروها انعكاسًا لرفض المجتمع الإسباني للتطبيع مع إسرائيل.

في المقابل، اتهم ألبرتو نونيز فيخو، زعيم حزب الشعب (يمين الوسط)، الحكومة بأنها “تعرّض إسبانيا للسخرية الدولية” بتشجيعها سلوكيات كان يجب إدانتها.

رئيسة إقليم مدريد إيزابيل دياز أيوسو رأت أن سانشيز ألحق “ضررًا جسيمًا بالرياضة وصورة البلاد”.

ويشار إلى أن العلاقات بين مدريد وتل أبيب متوترة منذ 2023، حين اعترف سانشيز بالدولة الفلسطينية وأصبح من أشد منتقدي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.

هذا العام، فرضت الحكومة الإسبانية حظرًا دائمًا على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، فيما ردت تل أبيب بمنع وزراء إسبان من دخول أراضيها واتهام مدريد بـ”دعم الإرهاب”.

You may also like

Leave a Comment