في حادثة مروّعة هزّت ولاية مينيسوتا، أطلق مسلح النار داخل مدرسة البشارة الكاثوليكية في مينيابوليس أثناء قداس صباحي، ما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة 17 آخرين قبل أن يطلق النار على نفسه.
وقالت شرطة مينيابوليس إن من بين المصابين 14 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا، مؤكدة أن حياتهم ليست في خطر رغم الإصابات. كما أصيب ثلاثة بالغين من أبناء الرعية، جميعهم في الثمانينيات من العمر.
وقع الهجوم في الأسبوع الأول من الفصل الدراسي، وهو ما ضاعف من صدمة المجتمع المحلي. وأكدت الشرطة أن المسلح أطلق النار أولًا من خلال نوافذ الكنيسة الملحقة بالمدرسة، ثم اقتحم المبنى ليستهدف الطلاب والمصلين.
ردود الفعل الرسمية
قال حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز: “إن رغبتي الأقوى هي ألا تشهد أي ولاية أو مجتمع أو مدرسة يومًا مثل هذا. إنه يوم مظلم في تاريخنا.”
من جهته، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنكيس الأعلام في جميع المباني الحكومية حتى غروب شمس الأحد “كعلامة احترام لضحايا أعمال العنف التي لا معنى لها”.
كما أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل أن الهجوم يُعامل على أنه عمل إرهابي محلي و”جريمة كراهية معادية للكاثوليك”، مؤكدًا أن التحقيق جارٍ لتحديد الدوافع الكاملة.
دلائل رقمية وفيديوهات مرتبطة بالمهاجم
كشفت الشرطة عن العثور على مواد رقمية نُشرت من قبل المهاجم، يُعتقد أنها صُوّرت قبل أيام من الهجوم.
قناة على موقع يوتيوب تحمل اسم Robin W تضمنت مقطعي فيديو قبل أن يتم إغلاقها.
في أحد المقاطع (10 دقائق)، يظهر المهاجم وهو يعرض أسلحة وذخائر تحمل كتابات مثل: “اقتلوا دونالد ترامب” و*”أين إلهكم؟”* وبعض العبارات بالأحرف السيريلية.
كما وجه المهاجم رسالة إلى أسرته قال فيها: “أنا آسف لعائلتي… هؤلاء هم الأشخاص الوحيدون الذين أعتذر لهم.”
في مقطع آخر (20 دقيقة)، عرض مجلتين تحملان ملصقات لأسلحة، وأظهر مخططًا لكنيسة المدرسة، مشيرًا إلى نوافذ محددة قبل أن يطعن الرسم بسكين طويل.
هذه المقاطع أثارت قلق السلطات من احتمال أن يكون الهجوم جزءًا من موجة جرائم كراهية منظمة تستهدف مؤسسات دينية في الولايات المتحدة.
صدمة مجتمعية
في مساء الأربعاء، احتشد المئات في أكاديمية الملائكة المقدسة بضاحية ريتشفيلد للمشاركة في وقفة بالشموع. رفع الأهالي صور الأطفال الضحايا، وردد المشاركون ترانيم وصلوات تضامنًا مع أسر المتضررين.
وقالت إحدى الأمهات: “أرسلنا أبناءنا إلى المدرسة كي يتعلموا ويعيشوا طفولتهم، لا كي يعودوا إلينا جثامين صغيرة.”
ويعكس الهجوم استمرار أزمة عنف السلاح في الولايات المتحدة، لكنه يفتح أيضًا نقاشًا جديدًا حول الإرهاب المحلي وجرائم الكراهية الدينية. فاستهداف مدرسة كاثوليكية في قلب مينيابوليس، ترافق مع رسائل صريحة ضد الدين والمجتمع، ما دفع السلطات إلى التعامل مع الحادث باعتباره تهديدًا أوسع يتجاوز جريمة فردية.
وبينما تباشر الشرطة الفيدرالية والسلطات المحلية تحقيقاتها، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: كيف يمكن حماية الطلاب ودور العبادة من موجة العنف المتكررة التي باتت تحوّل المدارس والكنائس إلى أهداف سهلة؟
وفي الوقت الذي تعيش فيه مينيابوليس على وقع الحزن، تتعالى الأصوات مجددًا للمطالبة بتشديد القوانين الخاصة بحيازة الأسلحة، وبخطط أكثر فاعلية لمواجهة التطرف والكراهية التي تهدد النسيج الاجتماعي الأمريكي.