زيلينسكي يطالب برد دولي أكثر صرامة بعد أعنف الضربات الروسية

by hayatnews
0 comment

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا، بعد ليلة من أعنف الضربات الجوية التي شنّتها موسكو منذ أسابيع، في وقت تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفقًا للسلطات الأوكرانية، أطلقت روسيا 574 طائرة مسيّرة هجومية و40 صاروخًا على مدن أوكرانية مساء الأربعاء، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 18 آخرين. وطالت الضربات مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة، مثل موكاتشيفو ولفيف ولوتسك، إضافة إلى العاصمة كييف التي سجلت أضرارًا جديدة في بناها التحتية.

أحد الصواريخ أصاب مصنعًا للإلكترونيات في موكاتشيفو، يضم نحو 800 عامل في نوبة ليلية، وتدعمه استثمارات أمريكية. وصرّح موظف في الشركة لصحيفة كييف إندبندنت أن المصنع يُنتج معدات مدنية مثل آلات القهوة، الأمر الذي وصفه زيلينسكي بـ”الرسالة البالغة الدلالة” على استهداف المدنيين والمشاريع الاقتصادية الحيوية.

موقف زيلينسكي: “الضغط ضروري”

في منشور عبر منصة X، قال الرئيس الأوكراني: “كانت شركة مدنية عادية مدعومة باستثمارات أمريكية، ومع ذلك استهدفها الروس. نفذوا هجومهم وكأن شيئًا لم يتغير، وكأن لا جهود عالمية لوقف هذه الحرب. هذا يتطلب ردًا”.

وطالب زيلينسكي بفرض عقوبات أشد صرامة على موسكو، إلى جانب رسوم جمركية قاسية، مشددًا على أن أي تهاون في الضغط سيُفسَّر كضوء أخضر لاستمرار الهجمات.

جمود في المفاوضات

يأتي هذا التصعيد بعد أسبوع من جولة دبلوماسية مكثفة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من القادة الأوروبيين، كان أبرزها القمة التي جمعته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا يوم الجمعة الماضي.

لكن ورغم الزخم الدولي، فإن وقف إطلاق النار ما يزال بعيدًا. فموسكو لم تُبدِ أي استعداد للتنازل عن مطالبها، والتي تشمل:

فرض حياد دائم على أوكرانيا،

التنازل عن مزيد من الأراضي في الشرق،

تقليص حجم الجيش الأوكراني،

التخلي عن أي مساعٍ للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

الرئيس بوتين لم يؤكد بعد موافقته على لقاء مباشر مع زيلينسكي، رغم حديث ترامب عن ترتيب محادثات أولية بين الطرفين.

الموقف الروسي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدّد الأربعاء على أن موسكو لن تتراجع عن ما تعتبره “ضمانات أمنية مقبولة”، تشمل إشراك روسيا والصين في رسم مستقبل أوكرانيا. وهو شرط ترفضه كييف وحلفاؤها الغربيون رفضًا قاطعًا، معتبرين أنه يعني تكريس نفوذ موسكو في المنطقة.

من جانبها، ترى أوكرانيا أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يمثلان الضمانة الأمنية الوحيدة لمنع أي عدوان روسي مستقبلي، وهو ما تعتبره موسكو خطًا أحمر.

دور الولايات المتحدة وحلف الناتو

خلال اجتماع عقد الاثنين الماضي في واشنطن، أبلغ ترامب زيلينسكي وقادة أوروبيين أن أوكرانيا ستحصل على “ضمانات حماية مشابهة للمادة الخامسة” الخاصة بالدفاع المشترك في الناتو. لكنه أوضح أن القوات الأمريكية لن تُشارك على الأرض، وأن العبء الأكبر سيقع على عاتق الحلفاء الأوروبيين.

نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، أكد هذه المقاربة في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، حيث قال: “مهما كان شكل هذه الأزمة، سيتحمل الأوروبيون نصيب الأسد من العبء. إنها قارتهم وأمنهم، والرئيس كان واضحًا: عليهم تكثيف جهودهم”.

المشهد العام

الهجمات الروسية الواسعة جاءت لتؤكد هشاشة المسار الدبلوماسي الراهن، ولتعكس إصرار موسكو على المضي في أهدافها رغم الضغوط الدولية. وبينما يصرّ زيلينسكي على أن “الضغط وحده قادر على تغيير سلوك روسيا”، تبدو خيارات الغرب محصورة بين تصعيد العقوبات وتوسيع الدعم العسكري غير المباشر لكييف، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انزلاق الحرب إلى مستويات أكثر خطورة.

You may also like

Leave a Comment