زيلينسكي في البيت الأبيض: استعداد لاجتماع ثلاثي مع بوتين وضغوط أوروبية لضمان أمن كييف

by hayatnews
0 comment

عاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض في زيارة وُصفت بالمفصلية، التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسط تصاعد الجهود الدولية لإيجاد مخرج سياسي للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
واستقبل ترامب زيلينسكي أمام البيت الأبيض بمصافحة علنية وتصريحات ودّية، في مشهد مختلف تمامًا عن لقائهما السابق في فبراير/شباط الماضي، والذي انتهى حينها بمواجهة صاخبة وغادره الوفد الأوكراني غاضبًا. لكن منذ ذلك الوقت، أعاد الطرفان ترميم العلاقة، وكان أبرزها لقاء جانبي على هامش جنازة البابا فرنسيس.
هذه المرة، بدا ترامب أكثر حماسة لإيجاد صيغة لحل النزاع، وقال أمام الصحفيين: “قد نعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع بوتين أو لا نعقده، لكننا نناقش اليوم سبل التوصل إلى حل شامل تقريبًا، بما في ذلك ضمانات أمنية لأوكرانيا”.
استعداد أوكراني للجلوس مع روسيا
في تصريحات لافتة، أعلن زيلينسكي: “نحن مستعدون لعقد اجتماع ثلاثي مع روسيا كما قال الرئيس ترامب. أثبتنا قوتنا، وندعم الجهود الأمريكية لإيجاد حل دبلوماسي يوقف هذه الحرب”، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل بأي صفقة تُفقدها المزيد من الأراضي.
وعقب اللقاء الثنائي، اجتمع ترامب وزيلينسكي مع قادة أوروبيين بارزين، بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وشدد ماكرون على أن أي ضمانات أمنية لكييف تعني في الواقع “ضمان أمن القارة الأوروبية بأسرها”، فيما أكد الأوروبيون ضرورة تضمين ملف الأسرى والمختطفين الأوكرانيين في أي اتفاق مستقبلي.
بوتين على الخط
تأتي هذه التطورات بعد ثلاثة أيام فقط من لقاء ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. ورغم أن اللقاء لم يسفر عن وقف لإطلاق النار، إلا أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف كشف أن ترامب وبوتين ناقشا إمكانية تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لكييف تشبه المادة الخامسة في ميثاق الناتو.
لكن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو شدد على أن أي وقف لإطلاق النار “يتطلب موافقة الطرفين”، مضيفًا: “من أجل السلام، على كل جانب أن يقدم تنازلات. القضية الجوهرية ستظل مرتبطة بالحدود والأمن طويل الأمد لأوكرانيا”.
ومنذ الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022، سيطرت موسكو على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بينها شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014. ورغم الدعم الغربي، لم تنجح كييف في استعادة السيطرة عبر المعارك. زيلينسكي جدد رفضه لأي صفقة “تمنح روسيا شرعية لمكاسبها الإقليمية”، مؤكدًا أن أمن أوكرانيا خط أحمر.
ترامب يمارس الضغط عبر منصاته
في موازاة المفاوضات الرسمية، لجأ ترامب إلى منصته Truth Social ليضغط على زيلينسكي، قائلاً: “بإمكانه إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبًا، أو مواصلة القتال. تذكروا: لا عودة لأوباما الذي منح القرم دون رصاصة واحدة، ولا لانضمام أوكرانيا للناتو. بعض الأمور لا تتغير”.
كما وصف اليوم الذي جمعه بزيلينسكي وعدد كبير من القادة الأوروبيين بأنه “يوم تاريخي في البيت الأبيض”، مضيفًا: “لنرَ ما ستكون عليه النتائج”.
واللقاء بين ترامب وزيلينسكي، بمشاركة قادة أوروبا، يعكس تحركًا دبلوماسيًا مكثفًا قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة من الحرب الأوكرانية. وبينما يتحدث البعض عن نافذة حقيقية لوقف النزاع، تبقى العقبة الكبرى في كيفية الموازنة بين مطالب أوكرانيا في استعادة أراضيها وضمان أمنها، وبين رغبة موسكو في تثبيت مكاسبها الميدانية.

You may also like

Leave a Comment