تحذيرات منظمات دولية من مجاعة وشيكة في السودان وسط حرب مدمرة

by hayatnews
0 comment

تتوالى التحذيرات من منظمات إغاثية وأممية بشأن خطر مجاعة كارثية تلوح في الأفق في السودان، بعد أن اجتمعت عوامل الحرب، والمناخ، وانهيار سلاسل الإمداد لتضع ملايين المدنيين على حافة الهلاك.

الجوع كسلاح في حرب طويلة

تشير تقديرات مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) – المدعومة من الأمم المتحدة – إلى أن المجاعة التي تضرب ستة مواقع في البلاد قد تمتد إلى 17 موقعًا خلال الأشهر المقبلة.

الوضع تفاقم بفعل الأمطار الغزيرة التي قطعت الطرق، ومنع الأطراف المتحاربة وصول المساعدات، بينما يتجنب المزارعون الذهاب إلى الحقول خوفًا من القتل. ومع دخول السودان الفترة الجافة بين موسمي الحصاد (يوليو – سبتمبر)، يجد الملايين أنفسهم بلا مخزون غذائي.

فرانشيسكو لانينو، نائب مدير منظمة أنقذوا الأطفال في السودان، قال:

“الملايين بالفعل أُنهكوا بعد فترة طويلة من تفاقم الجوع؛ كثيرون ليست لديهم القدرة على تفويت حتى وجبة واحدة في اليوم”.

بحسب الأمم المتحدة، يحتاج أكثر من ثلثي سكان السودان – أي نحو 33 مليونًا من أصل 49 مليونًا – إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

دارفور… مسرح الإبادة القديمة والجوع الجديد

إقليم دارفور غرب السودان، الذي شهد إبادة جماعية مرتين خلال العقدين الماضيين على يد قوات الدعم السريع، عاد مجددًا إلى الواجهة.

آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم هي مدينة الفاشر، حيث يتعرض السكان المحاصرون لقصف يومي وهجمات ذات طابع عرقي. منظمات حقوقية وثقت هجمات متكررة نفذتها قوات الدعم السريع على مخيمات النازحين، تضمنت اغتصابًا وقتلًا ممنهجًا للمدنيين.

في أحدث الاعتداءات، هاجمت هذه القوات مخيمين قرب الفاشر يعاني سكانهما بالفعل من المجاعة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنيًا وإصابة العشرات.

أرقام صادمة ومعاناة يومية

الأمم المتحدة قدّرت أن أكثر من 150 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الحرب قبل نحو ثلاث سنوات، فيما يعيش نحو 637 ألف سوداني في حالة مجاعة فعلية.

في مخيم زمزم للنازحين – الذي يضم أكثر من نصف مليون شخص – أعلنت لجنة مراجعة التصنيف المرحلي العام الماضي أن المجاعة أصبحت واقعًا.

برنامج الأغذية العالمي يدعم أكثر من 250 ألف محاصر في الفاشر عبر تحويلات نقدية رقمية، لكن الأسواق فارغة من الطعام بسبب الطرق المقطوعة.

في أغسطس الماضي، توفي 13 طفلًا جوعًا في مخيم بجنوب دارفور.

في إقليم كردفان، عطّل تصاعد العنف موسم الحصاد، فبدأ السكان يموتون جوعًا في مناطق لطالما كانت “سلة غذاء” السودان.

في جبال النوبة، تُسقط المساعدات جوًا لكن كثيرًا من الأكياس تتمزق عند ارتطامها بالأرض، فيندفع الجوعى لالتقاط ما تبقى.

إريك بيرديسون، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، وصف الوضع بقوله:

“الجميع في الفاشر يواجه صراعًا يوميًا من أجل البقاء. آليات التأقلم لدى الناس استُنزفت بالكامل بعد أكثر من عامين من الحرب”.

فشل الجهود الدولية وصراع النفوذ

محاولات الوساطة بقيادة الولايات المتحدة والسعودية فشلت في وقف إطلاق النار. وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن في يونيو الماضي أن إنهاء الحرب في السودان سيكون أولوية واشنطن المقبلة، لكن الواقع على الأرض لم يتغير.

المشهد يزداد تعقيدًا بفعل تنافس قوى إقليمية ودولية على النفوذ في السودان، الذي يملك ساحلًا استراتيجيًا بطول 400 ميل على البحر الأحمر:

إيران تحاول إقناع الخرطوم ببناء قاعدة بحرية.

الإمارات تدعم قوات الدعم السريع وفق تقارير أممية وصحفية، حمايةً لمصالح اقتصادية تشمل موانئ النيل وأراضي زراعية وعمليات تعدين ذهب.

روسيا والصين متهمتان بمحاولة الاستفادة من استمرار الحرب، فيما تتهم واشنطن موسكو بدعم الطرفين.

الإمارات من جانبها نفت دعم أي طرف، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

كما أن الحرب دفعت نحو 4 ملايين سوداني للنزوح إلى دول الجوار، خصوصًا تشاد وجنوب السودان وليبيا وإثيوبيا. هذا التدفق أرهق الموارد العامة في دول هشة أصلًا، وأدى إلى تفشي أوبئة مثل الكوليرا والحصبة والملاريا في المخيمات المكتظة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

You may also like

Leave a Comment