صندوق قطر السيادي يصبح ثالث أكبر مساهم في أكبر شركات إدارة الأصول في الصين

by hayatnews
0 comment

في خطوة جديدة تعكس عمق الروابط الاستثمارية بين الشرق الأوسط والصين، أعلنت شركة تشاينا أسيت مانجمنت (China Asset Management)، إحدى أكبر شركات إدارة الأصول في الصين، أن شركة قطر القابضة (Qatar Holding) التابعة لجهاز قطر للاستثمار، استحوذت على حصة تبلغ 10% من الشركة، لتصبح ثالث أكبر مساهم فيها.

وكشفت «تشاينا أسيت مانجمنت» عن الصفقة في إشعار رسمي، أوضحت فيه أن المالك السابق للحصة، شركة تيانجين هايبنغ تكنولوجي كونسلتينغ (Tianjin Haipeng Technology Consulting)، نقل ملكية أسهمه إلى الجانب القطري، بعد موافقة لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية على الصفقة.

ضخ استثمارات خليجية إلى الصين

ويمثل دخول قطر القابضة إلى هيكل ملكية «تشاينا أسيت مانجمنت» أحدث حلقة في سلسلة التدفقات الاستثمارية الضخمة من صناديق الثروة السيادية في الخليج نحو ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه دول الشرق الأوسط، خصوصاً قطر والسعودية والإمارات، إلى تنويع محافظها الاستثمارية بعيداً عن النفط والغاز، وتعزيز حضورها في الأسواق الآسيوية سريعة النمو.

وتعليقاً على الصفقة، قال محللون في بلومبيرغ إن الاستحواذ القطري يعكس ثقة متزايدة في القطاع المالي الصيني، رغم تحديات النمو والضغوط الجيوسياسية التي يواجهها الاقتصاد الصيني في السنوات الأخيرة.

هيكل الملكية الجديد

وبهذه الصفقة، أصبحت قطر القابضة ثالث أكبر مساهم في «تشاينا أسيت مانجمنت»، بعد شركتي سيتيك سيكيوريتيز (CITIC Securities) التي تملك حصة الأغلبية البالغة 62.2%، وماكينزي فاينانشيال (Mackenzie Financial) الكندية التي تمتلك 27.8%.

ويمنح الاستحواذ قطر القابضة موطئ قدم مهمًا في قطاع إدارة الأصول الصيني، الذي يشهد توسعاً سريعاً مع تزايد الطلب من المستثمرين الصينيين على منتجات استثمارية متنوعة، بما في ذلك الصناديق المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة ومنتجات الاستثمار البديلة.

أهمية «تشاينا أسيت مانجمنت»

تأسست «تشاينا أسيت مانجمنت» عام 1998، وتطورت لتصبح من أبرز شركات إدارة الأصول في الصين، إذ تدير أصولاً تتجاوز قيمتها تريليونات اليوان لصالح المستثمرين من الأفراد والمؤسسات. ولديها حضور قوي في مجالات الاستثمار في الأسهم والدخل الثابت والصناديق المتداولة في البورصة، إضافة إلى المنتجات الاستثمارية المبتكرة التي تستهدف السوق الصينية المحلية والأسواق الخارجية.

وتسعى الشركة إلى توسيع نطاق أعمالها على المستوى الدولي، وهو ما قد يستفيد منه المستثمرون الجدد مثل قطر القابضة، من خلال فرص التعاون في تطوير منتجات استثمارية تلبي رغبات المستثمرين من الشرق الأوسط الباحثين عن تنويع استثماراتهم في آسيا.

قطر تعزز حضورها العالمي

ويمثل هذا الاستثمار جزءاً من استراتيجية أوسع يتبعها جهاز قطر للاستثمار، الذي يُعتبر من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، بأصول تقدّر بنحو 475 مليار دولار. وخلال الأعوام الأخيرة، ضاعف الصندوق من استثماراته في قطاعات التكنولوجيا والقطاع المالي والعقارات في آسيا، إلى جانب استثماراته الراسخة في أوروبا وأميركا الشمالية.

ويقول خبراء إن صفقة «تشاينا أسيت مانجمنت» تؤكد استمرار شهية الصناديق السيادية الخليجية نحو الأصول الصينية، رغم التحديات الجيوسياسية، مدفوعة برغبة قوية في اقتناص فرص النمو والاستفادة من الانفتاح التدريجي للأسواق المالية الصينية أمام الاستثمارات الأجنبية.

خطوة استراتيجية للطرفين

ويرى مراقبون أن هذه الصفقة لا تمثل مجرد استثمار مالي، بل تحمل أبعاداً استراتيجية للطرفين. فمن جهة، يعزز جهاز قطر للاستثمار موقعه في سوق إدارة الأصول الصيني الواعد، بينما تستفيد «تشاينا أسيت مانجمنت» من شريك خليجي قوي يفتح لها أبواب التعاون مع مستثمرين في منطقة الشرق الأوسط.

وتبقى الأنظار متجهة إلى مزيد من الشراكات المحتملة بين الصناديق السيادية الخليجية والمؤسسات المالية الصينية، وسط تطلعات لاستمرار تدفق الاستثمارات عبر المسار الآسيوي الخليجي.

You may also like

Leave a Comment