شهدت مصر، يوم الثلاثاء، اضطرابات ملحوظة في خدمات الاتصالات والإنترنت، إثر اندلاع حريق كبير في مبنى الاتصالات المركزي بوسط القاهرة، ما أدى إلى تراجع مستوى الاتصال في البلاد إلى نحو 62% من المعدلات المعتادة، بحسب منظمة “نتبلوكس” الرقابية التي تتخذ من لندن مقرًا لها.
وأفادت الهيئة القومية لتنظيم الاتصالات في بيان مقتضب بأن الحريق تسبب في انقطاع “مؤقت” لبعض خدمات الاتصالات، دون تحديد نطاق المناطق أو حجم الخدمات المتأثرة بشكل دقيق، مشيرة إلى أن الفرق الفنية تعمل على إصلاح الأعطال وإعادة الخدمة إلى وضعها الطبيعي في أسرع وقت.
ماس كهربائي وراء الحريق
وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن الحريق اندلع في الطابق السابع من مبنى الاتصالات المكوّن من عشرة طوابق، الكائن في منطقة وسط القاهرة الحيوية، التي تضم العديد من المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى ومراكز الأعمال.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السبب المحتمل للحريق هو ماس كهربائي في أحد أجهزة التكييف أو الوصلات الكهربائية، ما أدى إلى اشتعال النيران بسرعة داخل الطابق، قبل أن تمتد إلى أجزاء أخرى من المبنى.
إصابات بشرية وخسائر مادية
وقالت وزارة الصحة المصرية إن الحريق أسفر عن إصابة 14 شخصًا، بينهم ثلاثة من رجال الحماية المدنية تعرضوا لحالات اختناق نتيجة استنشاق الدخان الكثيف أثناء محاولتهم السيطرة على ألسنة اللهب. وأكدت الوزارة نقل جميع المصابين إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن معظم الحالات مستقرة.
وهرعت قوات الدفاع المدني إلى موقع الحريق بأكثر من عشر سيارات إطفاء، وتمكنت بعد ساعات من العمل المتواصل من إخماد النيران ومنع امتدادها إلى الأبنية المجاورة، وسط تكدس مروري كبير في شوارع وسط العاصمة نتيجة إغلاق بعض الطرق لتسهيل حركة سيارات الإسعاف والإطفاء.
شكاوى واسعة من المواطنين
تزامنًا مع الحريق، اشتكى العديد من مستخدمي الإنترنت والهاتف المحمول في مختلف أنحاء مصر من تراجع ملحوظ في سرعة الإنترنت، وصعوبة إجراء المكالمات الهاتفية أو استقرار خدمات الشبكة.
وقالت منظمة “نتبلوكس” في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): «تشير بيانات الشبكة إلى أن الاتصال على المستوى الوطني بلغ 62% من المعدلات المعتادة» بعد الإبلاغ عن الحريق. وأضافت أن التأثير بدا واسع النطاق، إلا أن بعض المناطق كانت أقل تضررًا من غيرها.
وأعرب عدد من أصحاب الشركات ورواد الأعمال عن قلقهم من استمرار تأثر خدمات الاتصالات والإنترنت، خاصة في ظل اعتماد الأنشطة التجارية والخدماتية على الاتصال الرقمي بشكل كبير.
مساعٍ لإصلاح الأضرار
وفي بيان لاحق، أكدت الهيئة القومية لتنظيم الاتصالات أنها تتابع الموقف عن كثب مع الجهات المعنية، مشيرة إلى أن فرق الصيانة والطوارئ تعمل على معالجة الأعطال الناجمة عن الحريق وإعادة تشغيل المعدات المتضررة.
وأشارت مصادر في قطاع الاتصالات إلى أن المبنى المتضرر يعد من المرافق الحيوية لشبكات الاتصالات في مصر، ويحتوي على مراكز تشغيل أساسية للربط الدولي والمحلي، ما يفسر حجم التأثير الذي طال خدمات الإنترنت والاتصالات.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد الأسباب الدقيقة للحريق، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى طمأنة المواطنين بشأن استعادة الخدمات بشكل كامل في أقرب فرصة.