كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب استغل علاقاته بالشرق الأوسط، وخاصة مع الإمارات والسعودية، لتحقيق مصالح شخصية، في ملفات شائكة تتعلق بصادرات التكنولوجيا المتقدمة، من بينها شرائح الذكاء الاصطناعي.
وبحسب التقرير، فإن أي تحركات إيجابية أقدم عليها ترامب في المنطقة لم تكن مدفوعة باعتبارات استراتيجية أو أخلاقية، بل كانت لخدمة طموحاته المالية والسياسية. وفي هذا السياق، أثارت صفقات تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي للإمارات والسعودية جدلاً واسعًا في واشنطن، خاصة بعد تدفق ما يزيد عن ملياري دولار من الخليج إلى شركات مرتبطة بترامب، منها استثمارات سعودية في عملته المشفرة الجديدة.
تجاوز تحفظات سابقة… وصفقات محفوفة بالمخاطر
تقول الصحيفة إن إدارة ترامب عادت لتفتح أبوابًا أغلقتها إدارة الرئيس جو بايدن سابقًا، وتحديدًا فيما يتعلق ببيع تقنيات عالية الحساسية لدول الخليج. وعلى رأس هذه الملفات، جاءت الصفقة المثيرة للجدل مع شركة G42 الإماراتية، والتي سبق أن خضعت لمراجعات أمنية بسبب علاقاتها السابقة مع الصين.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن الصفقة اعتُبرت “غير مسبوقة” لجهة نوع التكنولوجيا المصدّرة، وتجاوزها لمعايير الرقابة المعتادة، مما دفع بعض المسؤولين في البيت الأبيض إلى التحذير من نقل التفوق التكنولوجي الأميركي إلى منطقة غير مستقرة جيوسياسيًا.
انقسام داخل الإدارة
أثار هذا التحول انقسامًا حادًا داخل مؤسسات القرار الأميركية، بين فريق يرى في الخليج شريكًا اقتصاديًا واعدًا، وآخر يحذر من استخدام هذه الصفقات لتعزيز نفوذ ترامب المالي والسياسي، خاصة في ظل ارتباط بعض الشركات المعنية بمشاريع تموّل حملته الانتخابية المحتملة.
ويشير التقرير إلى أن هذه التطورات وضعت إدارة ترامب في مرمى انتقادات حادة داخل الكونغرس، حيث يجري النظر في تحقيقات برلمانية حول تضارب المصالح واستغلال المنصب الرئاسي لتحقيق مكاسب خاصة.
