مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج الأسبوع المقبل، تتسابق ثلاث دول خليجية غنية بالنفط لتحويل علاقاتها الشخصية مع ترامب إلى مكاسب ملموسة، مستفيدة من تحسن العلاقات الأمريكية-الخليجية، في وقت تتطلع فيه هذه الدول إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
تشمل هذه الدول السعودية، قطر، والإمارات، وكل منها يسعى لتحقيق أهداف خاصة من هذه الزيارة. حيث يعتزم ترامب زيارة السعودية أولاً، ثم قطر، والإمارات، ما يشكل فرصة لتوسيع العلاقات الاقتصادية والأمنية مع واشنطن.
السعودية: الأمن والبرنامج النووي
السعودية، التي تربطها علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، تسعى للحصول على تأكيدات بشأن التزام واشنطن بأمن الخليج. في العام الماضي، كان هناك مسعى لإبرام اتفاق دفاعي وتجارة تاريخي مع واشنطن، ولكن الاتفاق تعثر بسبب مطالبة السعودية بتحقيق تقدم في قضية فلسطين. كما تسعى الرياض إلى التعاون الأمريكي في تطوير برنامج نووي مدني، على الرغم من المخاوف بشأن تخصيب اليورانيوم محليًا، وهو ما قد يثير قلقًا إسرائيليًا وأمريكيًا من احتمالات انتشار الأسلحة النووية.
إضافة إلى ذلك، تأمل السعودية في توقيع صفقات ضخمة مع الولايات المتحدة، خاصة في مجال الاستثمار التجاري. ففي وقت سابق، أعلن ترامب عن رغبته في زيارة السعودية إذا استثمرت المملكة تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يعكس العلاقات القوية بين الطرفين.
الإمارات: ريادة الذكاء الاصطناعي
الإمارات، التي تعد من أغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد، تركز بشكل خاص على استثمار رأس المال في المجالات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي. وقد أعلنت عن خطة استثمارية ضخمة بقيمة 1.4 تريليون دولار في هذه المجالات على مدى عشرة أعوام. وتسعى الإمارات إلى تعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة في هذا القطاع، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها إدارة بايدن على تصدير التكنولوجيا إلى دول مثل الصين.
كما تأمل الإمارات في رفع القيود المفروضة على تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إليها، في خطوة قد تعزز من دورها في هذا المجال الحيوي.
قطر: دبلوماسية الوساطة
قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، تحافظ على علاقات وثيقة مع واشنطن وتلعب دور الوسيط في العديد من النزاعات الإقليمية، مثل الحرب في غزة وأفغانستان. وتعتبر الدوحة أن هذا الدور يعزز من مكانتها الدولية ويوفر لها نفوذًا سياسيًا كبيرًا. وتسعى قطر خلال زيارة ترامب إلى الدفع نحو رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، في خطوة قد تسهم في تحسين علاقات الدوحة مع النظام السوري.
كما تأمل قطر في تعزيز علاقتها الأمنية مع واشنطن بعد أن تم تصنيفها في عام 2022 كـ”حليف رئيسي من خارج الناتو”.
في النهاية، زيارة ترامب إلى الخليج ليست مجرد فرصة لتعميق العلاقات الاقتصادية، بل هي أيضًا فرصة لتحقيق أهداف أمنية ودبلوماسية كبرى. وكل دولة خليجية تتطلع إلى الاستفادة من هذه الزيارة عبر عقود استثمارية ضخمة أو صفقات سياسية تضمن لها دورًا أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية.