وجهت محكمة أردنية اتهامات إلى 12 مشتبها بهم من جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب على خلفية مؤامرة مسلحة مزعومة ضد المملكة، في قضية قلبت صورة اللاعنف التي سُمح للجماعة بموجبها بالعمل في الأردن.
أعلنت السلطات الأردنية عن مخطط مزعوم لـ 16 شخصًا لتصنيع صواريخ لاستخدامها داخل الأردن، بالإضافة إلى التخطيط لصنع طائرات بدون طيار وتجنيد آخرين للمساعدة. وهذه هي المرة الأولى منذ عقود التي تُتهم فيها جماعة محلية بالتخطيط لمخطط قاتل بهذا الحجم.
مع ذلك، تزايدت الضغوط على النظام السياسي منذ بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورًا قياديًا في المظاهرات الشعبية التي نددت أحيانًا بالسلطات.
كما نفّذ عضوان من الجماعة محاولة تسلل فاشلة إلى إسرائيل العام الماضي. يُذكر أن الأردن وإسرائيل تربطهما معاهدة سلام منذ عام 1994.
وقد وجهت محكمة أمن الدولة الأردنية، التي تعقد جلساتها بسرية ويرأسها قاضٍ عسكري، تهمًا إلى 12 شخصًا بالإخلال بالنظام العام و”تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر”. ولم يُبتّ بعد في التهم الموجهة إلى الأربعة المتبقين، المشتبه في تهريبهم أسلحة آلية ومتفجرات، بالإضافة إلى إخفاء صاروخ في إحدى ضواحي عمّان.
قبل ستة أشهر، حاول عضوان أردنيان من جماعة الإخوان المسلمين شنّ هجوم عبر الحدود قرب البحر الميت، لكن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهما. وقع الحادث بعد وقت قصير من تحقيق الجماعة مكاسب انتخابية كبيرة، وسط غضب شعبي من الإجراءات الإسرائيلية في غزة. يتولى الملك عبد الله ، رابع ملوك الأردن الهاشميين، معظم السلطة في الأردن منذ تأسيس البلاد تحت الحماية البريطانية عام ١٩٢١.
ساهم المناخ السياسي المشحون المرتبط بحرب غزة في امتناع السلطات عن اتخاذ إجراءات ضد جماعة الإخوان المسلمين، المنضوية تحت لواء حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن.
ومنذ ذلك الحين، اشتدت حملة القمع ضد المعارضة، مما أدى إلى انخفاض الاحتجاجات المؤيدة لغزة. وفي الأسبوع الماضي، منعت السلطات المتظاهرين من التوجه من عمّان إلى وادي الأردن للتظاهر قرب الحدود مع إسرائيل.
وقال مسؤول غربي كبير مسؤول عن العلاقات الأمنية بين بلاده والأردن إن الكشف عن المؤامرة من شأنه أن يقوض مصداقية الإخوان المسلمين في الشارع، وقد يساعد السلطات على التحرك نحو حظر المنظمة في البلاد، وحتى اعتقال بعض قادتها.
أضاف المسؤول: “لقد اكتسبوا زخمًا. لكن الآن ربما بالغوا في تقدير قدراتهم”.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، التي ليست محظورة في البلاد ولكنها أغلقت بعض أنشطتها، في بيان إنها “لا علاقة لها” بالاتهامات التي وجهتها الحكومة.
وذكر البيان أن الأشخاص المعنيين قاموا “بأعمال فردية في إطار دعم المقاومة”. وأضاف أن جماعة الإخوان “كانت ولا تزال جزءًا أصيلًا من نسيج الأردن، وتضع مصلحة المملكة العليا فوق كل اعتبار”.